والتقليم: تفعيل من القلم وهو القطع. يقال قلمه: يعني قطعه واسم ما قطع منه: القلامة.. ويقال لها أيضا: المقلومة.. وقد يشدد للكثرة ووقع في بعض الروايات "وقص الأظافر" وقص الظفر: أخذ أعلاه من غير استئصال، قال الحافظ ابن حجر:"والتقليم أعم.."والأظفار جمع ظفر: بضم الظاء والفاء وسكونها.. والمراد إزالة ما يزيد على ما يلابس رأس الإصبع من الظفر لأن الوسخ يجتمع فيه فيتقذر وقد ينتهي إلى حد يمنع من وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارة [٤٧] .
وقد نقل الحافظ ابن حجر عن البيهقي في شعب الإيمان- من طريق قيس بن حازم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"صلاة فأوهم فيها فسئل فقال مالي لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته؟ " ثم قال: "رجاله ثقات مع إرساله، وقد وصله الطبراني من وجه آخر"[٤٨] وقد رواه صاحب المغني بلفظ "مالي لا أسهو؟ وأنتم تدخلون علي قلحا ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته.."[٤٩] .
والرفغ: بضم الراء وبفتحها وسكون الفاء بعدها غين معجمة: يجمع على ارفاغ وهي مغابن الجسد: كالإبط، وما بين الأنثيين، والفخذين، وكل موضع يجتمع فيه الوسخ. فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره، والتقدير: وسخ رفغ أحدكم.. والمعنى إنكم لا تقلمون أظافركم ثم تحكون بها أرفاغكم فيتعلق بها ما في الأرفاغ من الأوساخ المجتمعة.. قال أبو عبيد:"أنكر عليهم طول الأظفار وترك قصها".
قال الحافظ ابن حجر بعد ذكر ما تقدم: وفيه إشارة إلى الندب إلى تنظيف المغابن كلها ويستحب الاستقصاء في إزالتها إلى حد لا يدخل منه ضرر على الإصبع.. واستحب أحمد للمسافر أن يبقى منه شيئا لحاجته إلى الاستعانة بذلك غالبا.. [٥٠] .