لكن يعكر دعوى الاتفاق المقول بها من قبل هؤلاء الأعلام ما سبق من قول ابن العربي بالوجوب بالنسبة للخصال الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.. ومن بينها تقليم الأظفار.. وقد ذكرنا فيما سبق مستنده وما قال به بعض العلماء في الرد عليه.
الحكمة من الأمر بقص الأظافر واعتبار ذلك من سنن الفطرة:
١- الظفر القصير مفيد لحك الجسم لكن إذا طال عن حده صار مصدر إيذاء للشخص وإيذاء لغيره من المتعاملين معه فيكون الأمر بإزالة الظفر الطويل أمرا بإزالة أذى عن المسلمين وهو مطلوب في كل وقت وعلى أي حال..
٢- في إزالته أيضا وقاية عن كثير من الأمراض؛ لأن الأوساخ التي تتجمع بين الظفر الطويل ونهاية الإصبع تصير مأوى خصبا للجراثيم والميكروبات وهي من أسرع الوسائل فتكا بصحة الإنسان.
٣- في إزالة بقايا الغائط بالاستنجاء بواسطة اليد فإنه قد يعلق بها بعض الغائط حيث يدخل بين الظفر ونهاية الإصبع ويصعب استخراجه بالغسل العادي، فإذا توضأ الشخص ولم ينتبه لذلك فإنه يصلي وهو حامل للنجاسة..
كما أن رؤوس أصابعه تكون مصدر رائحة كريهة دائما وهو ما يشير إليه الحديث.. "ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته.." وقد سلفت الإشارة إليه.
الخصلة الثانية عشر: قص الشارب:
الأصل في القص: تتبع الأثر، وقيده بن سيدة في المحكم: بالليل كما يطلق أيضا على إيراد الخبر تاما على من لم يحضره، كما يطلق ثالثا على قطع شيء من شيء بآلة مخصوصة، والمراد به هنا: قطع الشعر النابت على الشفة العليا من غير استئصال [٦١] .
أما الشارب: فهو الشعر النابت على الشفة العليا.. وقد اختلف في جانبيه وهما السبالان؛ فقيل هما من الشارب ويشرع قصهما معه، وقيل هما من جملة شعر اللحية فيعفيا..