إنهم جماعة بل جماعات من إخواننا الأفريقيين نذروا أنفسهم لله ووقفوا جهودهم وجهادهم بالنفس والمال في سبيل الله، لم يجدوا العون إلا من الله وكفى به وكيلا، وقد التمسوا العون من بعض إخوانهم المسلمين في خارج أفريقيا فما وجدوا لالتماسهم صدى وذهبت أصواتهم صيحة في واد، ونفخه في رماد، وذلك في الوقت الذي تتدفق فيه المساعدات المادية والمعنوية والمعونات المتعددة على المسيحيين وأعداء الإسلام من شيوعيين وملحدين من خارج القارة تدفقا، مما يثبط عزائم أولي العزم من الرجال، ولكن:{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} .
أيها الإخوان الأعزاء:
سوف أعرض على مسامعكم بعض النماذج، وأضرب لكم بعض الأمثلة، وبإمكانكم أن تقيسوا عليها غيرها.
أولها: شخص حي يرزق اسمه الحاج موسى كسولى. من يوغندا. هذا الرجل ولد مسيحيا ولبث كذلك حتى بلغ الثلاثين من عمره، وقد حدثنا عن نفسه فقال:
"أول ما فتح الله بصيرتي للإسلام أنني لا حظت أن المسلمين عندما يريدون تأدية الصلاة والعبادة، يقومون بتنظيف أعضائهم، وغسلها من الأدران، ثم يذهبون فيضع كل منهم أشرف عضو في جسده وهو جهة على الأرض، خضوعا وخشوعا لله؛ وقارنت بين ما يفعلونه وبين عبادة النصارى التي لا تشترط الطهارة، والتي ليس فيها سجود، فكان ذلك أول ما استرعى انتباهي، وكان أول ما فتح الله به علي وهداني بسببه إلى الإسلام".