لقد اسلم ذلك الرجل الحاج موسى كسولى وحسن إسلامه، وكان ثريا فأنفق جزءا كبيرا من ثروته على الشؤون الإسلامية، ويكفي أن تعلموا أنه بنى وحده عدة مساجد كبيرة بالأسمنت المسلح، وليس ذلك فحسب بل أن كل مسجد يبنيه له عمارة مكونة من دكاكين وشقق للإيجار، ويوقفها عليه لكي يكون للمسجد موارد ثابتة. وكان من آخر ما فعله في هذا الصدد أن اشترى قطعة أرض في مكان يبعد (٥) أميال من العاصمة (كمبالا) ، وتبلغ مساحة الأرض المذكورة خمسة افدنة فبنى مسجدا جامعا هناك، ومدرسة إعدادية لتعليم العلوم الإسلامية، وجعل فيها قسما داخليا بحيث يقيم الطلبة فيها وينامون ويأكلون ويشربون، وقد أوقف جميع الأرض على المدرسة والمسجد، ويسعى الآن مع جماعة من إخوانه المسلمين لإعادة بناء المدرسة وتوسعتها.
ومن أواخر المبرات التي قام بها الحاج موسى كسولى أنه فكر في أمر نساء المسلمين في يوغندا، والجهل المطبق بشؤون الدين الذي يرين على عقولهن، فقام على مشروع يرمي إلى تعميم التعليم الإسلامي للنساء وفتح عدة مدارس وكتاتيب بلغ عددها حتى الآن أكثر من مائتي مدرسة، وبلغت ميزانيتها السنوية مائة وعشرين ألف شلن.
ذلك بعض ما قام به هذا الرجل لله وفي الله، نسأل الله سبحانه أن يثيبه على عمله الصالح ويكثر في المسلمين أمثاله إنه سميع قريب. ويقول الحاج موسى كسولى:"إن أمنيته التي يرجو أن تتحقق هي أن يدفن في المدينة المنورة، وقال إنه رصد في البنك مبلغا من المال يكفي لنقله مع مرافقي جنازته إلى المدينة". وهذا أيها الإخوان كان رجلا مسيحيا، ولكنه الإيمان الذي إذا خالطت بشاشته القلوب فعل العجائب، إنه فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
أما المثل الثاني فهو شخص آخر من يوغندا أيضا ولكن من مكان آخر فيها.