والعجيب بعد كل هذا أن يختم الدكتور الضبيب هذه النظرات النقدية حول قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، بقوله:"تلك هي قصيدة حافظ التي نضعها بين أيدي أبنائنا في المدارس في مرحلة من أخطر مراحل حياتهم، فأي احترام نطالب هذا التلميذ به وقد رأى لغة تلبس هذه الأسمال (وتدور شاكية، تارة تنوح وتعدد، وتارة تسب وتشتم وثالثة تشكو وتتسول) .. إن خيال حافظ السطحي لم يستطع أن يجلو لنا اللغة العربية إلا في تلك الصورة المنتزعة من بيئة النساء في أحوال الضعف والهوان، وهي صورة لا تنمي في نفوس أبنائنا الاعتزاز بهذه اللغة ولا الإعجاب بها. وإن كانت تثير العطف والشفقة، وفرق بين الموقفين.."
ومما يثير العجب أكثر وأكثر أن الناقد المتذوق الدكتور الضبيب قد ساق في المقابل النموذج البديل الذي يمكن أن يحل محل ذلك النموذج السابق الذي حاول جاهداً أن يبرزه في صورة تافهة محقرة ولكنه لم يستطع أن ينكر أنها (ذائعة مشهورة) .