"هذا الشاعر على الرغم من بعض عيوبه الشاعرية إلا أنه تناول موضوع اللغة العربية تناولا جيدا وصورها بصورة جميلة تبعث على احترامها، وتجعلنا نستشعر خطأنا نحوها وتفريطنا في حقها.. وأخذ الدكتور الناقد يكشف النقاب عن السبب الذي حفز صاحب القصيدة الجديدة على قولها- الأمر الذي لم يحرص عليه، ولم يفكر فيه بالنسبة لقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم- فيقول ومبعث قصيدة صقر أنه كان يزور المدرسة المباركية في الكويت، وحدث أن كان جالساً على كرسي قرب أحد الفصول فإذا به يسمع مدرس اللغة العربية في ذلك الفصل وقد امتلأ حديثه وشرحه بالأخطاء الفادحة فأثار ذلك الموقف شعور الشاعر، وكانت قصيدته التي بدأها بقوله:
حتى لكدت أذوب في أشجاني
ما زلت أسمع لحن ذا اللحان
إلا وشان البيت بالألحان
لم يلق من بيت على طلابه
شهدت له بالعلم والعرفان
خذلت بني قومي شهادته التي
فالجهل يدينه من الصبيان
إن تعل صبيان المدارس سنه
تدريسه ضرب من الهذيان
لهفي على الفصحى يدرسها أمرؤ
بهذا المطلع برزت لنا قصيدة صقر بن سالم الشبيب، التي شاء الناقد الدكتور الضبيب أن يقدمها لأبناء العربية بدلا من تلك القصيدة التي خرج علينا حافظ إبراهيم (بخياله السطحي) على حد تعبير الدكتور الناقد، فكانت، الحقيقة: أن أنبأت قصيدة صقر بنفسها عن الفارق الهائل الذي يبدو من أول وهلة بين قصيدته وقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، وإلا فأين قوة المطلع وبراعة الاستهلال في قصيدة صقر من براعة الاستهلال في قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم- والتي لم يرد الدكتور الناقد أن يذكرها- وهي: