أما لماذا تفوق صقر في نظر الناقد؟.. فالجواب ما قاله هو حرفيا في معرض تفضيل صقر على حافظ.. يقول الدكتور:"ولكنه- أي صقر- مع ذلك وفق إلى إبراز عنصر جديد يدل عليه مجرى التطور للغة العربية وهو إمكانية عودة العرب إلى لغتهم والتفافهم حولها بعد أن بعدوا عنها زمنا ليس بالقليل. وهو بهذا الموقف المتفائل يجعل اللغة منتصرة دائما عزيزة دائما ثم يقول: "هذا العنصر المتفائل وذلك الموقف الشامخ الصامد للغة العربية أمران يميزان قصيدة صقر ويجعلانها تتفوق على قصيدة حافظ إبراهيم، لأن اللغة العربية باقية بقاء الدهر وكيف تموت؟.."وإني لأعتقد أن الدكتور الضبيب لو وضع كل الظروف المحيطة بالشاعر حافظ إبراهيم وقصيدته وقت أن قالها لما حمل عليه تلك الحملة، ولما تقول عليه بما لا يقال، ولما جعل عنصر التفاؤل أو التشاؤم هنا مقياسا للجودة أو الرداءة.. فلقد كان لكل ظاهرة ما يدعو إليها ولكل مقام مقال.. وماذا كان يمكن أن يقوله حافظ إبراهيم في أقوام أعلنوها نهارا بأن العربية يجب أن تنتهي وقد عفا عليها الزمان، ويجب أن يبحث الناس عن البديل، إلى آخر ما قالوه في ذلك الوقت من آراء ومقترحات؟ هل كان ينتظر منه والحالة هذه أن يملأ حياة الناس بالأحلام السعيدة والأماني العذبة البراقة؟ أم أن الأولى من ذلك أن يوقظ الواهمين الغافلين من إغفاء قبل فوات الأوان؟ ثم إن حافظ إبراهيم لم يغفل نهائيا عنصر الأمل أو التفاؤل في قصيدته، لأنه لم يفقد ثقته في العربية لحظة واحدة، ولم ير هناك استحالة قط في أن يعود القوم إلى لغتهم أصل حضارتهم وتراثهم، ومن ثم كانت صرخة العربية المدوية في بنيها في قصيدة حافظ: