(٢) أمراض العصر الحديث وأسلوب علاجها؛ والعقاقير المستعملة للعلاج من أكثر العوامل المساعدة للدوافع التي تسبب الإدمان؛ فقد كثرت في العصر الحديث الاضطرابات النفسية لتصاعد الصراع في النفس البشرية بين الخير المفطور عليه الإنسان، والشر الذي يوسوس به الشيطان، كما كثرت الضغوط الفكرية، والاضطرابات الوظيفية الجسدية، وكلها تعالج بأدوية مسكنة أو مهدئة أو مطمئنة أو منومة، وهي تحتوي على عقاقير تؤدي سريعاً إلى سوء الاستعمال وإلى التعود والإدمان. ومما يساعد على انتشار هذه العقاقير وإلى سهوله استعمالها، رغبة المريض المتعجلة في التخلص من أعراض المرض الذي يعاني منه، وتعجل الطبيب في علاج الحالة، وقناعته المبدئية واستحسانه لإخفاء أعراض المرض تمشياً مع رغبة المريض، لذلك فهو يسرع إلى وصف الأدوية التي تسكن الأعراض وتخفيها سواء كانت مسكنات أو مهدئات أو منومات.
(٣) الترويج والإغراء والتحريض المدعومة بوسائل الإعلام وبالتيارات الفكرية المعاصرة، وخاصة بالنسبة للخمور.
(٤) المناخ الاجتماعي الذي يسبب الظروف النفسية المؤدية إلى الإدمان، كالاختلاط والترف والتطلع، والصراع الطبقي، والمجتمع المعاصر الذي يعيش في حالة من اللامبالاة والذي لا يعترض بل ويستحسن استعمال بعض مواد الإدمان وعلى رأسها (الخمور) ، وذلك بكل مستويات المجتمع، سواء كان مجتمع الأسرة الصغير، أو مجتمع الأصدقاء والمعارف الأكبر قليلاً، أو المجتمع العام العالمي، ولا يستثنى من ذلك إلا قلة من الدول التي تطبق الشريعة الإسلامية وقلة من المجتمعات التي يسود فيها العرف والتقاليد الإسلامية.
(٥) عدم وجود عوامل المقاومة التي تعارض أو تمنع أو تعالج بجدية تلك الدوافع المؤدية