إلى الإدمان (فالدين الإسلامي) - أقوى العوامل وهو الذي يتميز عن باقي الأديان بأسلوبه الإيجابي في حل المشاكل- لا يأخذ دوره المناسب بأكثر الدول الإسلامية، كأداة للحكم والتشريع والتربية. ولا يخفى على كل منصف أن تعطيل دور الوازع الديني الإسلامي الذي يبصر الناس بعواقب الأمور أو يصرفهم عن الأفعال السيئة بقناعة وحماس، قد أدى بدوره إلى انحراف الضمير العالمي فأصبح لا يرى أدنى غضاضة في احتساء (الخمر) بل ويشجع عليه بعمل المسابقات في بعض الدول بين شاربي الخمر؛ وهو يجعله رمزاً للصداقة في المؤتمرات الرسمية عندما يقرع رؤساء الدول كؤوسهم بعضها مع بعض.. كما يجعله إعلاناً عن نجاح المشروعات ويباركها به وذلك عندما يقوم كبار المسئولين في دولة ما (بتدشين) مشروعاتهم بإراقة الخمر عليها.. وبذلك وغيره لم يعد احتساء الخمر من الأفعال المعيبة التي يخجل منها الإنسان، بل أصبحت من الأفعال التي يتباهى بها ويحرص عليها.
- "وعامل العرف"الذي يولد الإحساس بالخجل، قد تضاءل أثره.
"والقوانين الوضعية"قد احتوتها شعارات الحرية الشخصية الزائفة، وشغلتها المشاكل الاقتصادية، والثورات الاجتماعية الطاحنة، وكادت أن تنظر إلى المشاكل الأخلاقية بعامة وإلى مشاكل الإدمان بخاصة، على أنها مشاكل شخصية بحتة، يتولى كل فرد من أفراد المجتمع حلها بطريقته الخاصة، ولا يليق بالدولة أن تشغل نفسها بهذه الأمور الهينة وتلك المشاكل التافهة. بل إن مشكلة (البترول والطاقة) في نظر المجتمع العالمي أفراد وحكومات أخطر على الإنسانية من مشاكل (الخمر والربا والزنا) مجتمعة ... والعامل الذي يشرب الخمر في موقع العمل لا يوجد في قوانين العمل ما يعاقبه طالما أنه يؤدي عمله، أما العامل الذي يتهاون في عمله بعض التهاون، فإن قوانين العمل تلاحقه بالعقوبات حتى تجهز عليه أو يحسن أداء عمله.