لقد أصبح سوء الاستعمال والتعود والإدمان، لكثير من المواد بعامة وللكحول بخاصة من أضخم وأخطر المشاكل التي تواجه المجتمع المعاصر، وكادت هذه المشاكل أن تكون مستعصية على العلاج، سواء من حيث صرف الناس عن تلك الأفعال السيئة، أو من حيث انتشال الذين وقعوا فريسة لها، ليعودوا مرة أخرى إلى مجتمع الأصحاء. وتتزايد أعداد أولئك المنحرفين عاما بعد عام في أرقى الدول رغم النصائح والتحذيرات والإجراءات وذلك على حد قول المهتمين بهذه المشاكل. ونرى صيحات الفزع ترتفع، ودلائل اليأس تظهر على دراساتهم وتقاريرهم. وتقول إحدى الدراسات (بالرغم من شيوع المخاطر عن تعاطي الكحول، وتدخين السجائر، فقد أصبحتا متمكنتين على كل المستويات وفي جميع أنحاء العالم وهما في تزايد مستمر. ولقد فشلت بشكل واضح طرق التوعية والتثقيف، وكذلك الحظر والتحريم المسبقان في التقليل من المشكلة، ومن الضروري إيجاد اتجاهات أخرى إذا أريد حلا للمشكلة. ولقد تصور أولئك الذين يئسوا من حل المشكلة أن الإعلانات المضادة، والأساليب الإعلامية الحديثة كفيلة بالقضاء على هذه المشكلة تماما، ثم تعجبوا من نتائج محاولاتهم في علاج المشكلة، حيث يرون أن التحذيرات والدعايات المضادة يصاحبها تزايد مستمر في استعمال هذه المواد الضارة، وأخيراً أعلنوا يأسهم من حل مشاكل الإدمان بما اتخذوه من وسائل.