للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما أنهم السفهاء الذين عميت قلوبهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم.. فذلكَ ما لا يتطلب برهانا ولا دليلا، لأن السفه أبرز معالمهم ... بل إن مجرد تسللهم بالسلاح إلى بيت الله، وإغلاقهم أبوابه بوجوه الوافدين عليه من المصلين والقارئين والمعتمرين إنما هو دليل على أنهم لا يعدون أن يكونوا من المجانين أو المنتحرين.. وكفى بهذا آية تؤكد براءة العلم من تصرفاتهم التي لا يقرها عقل ولا دين..

أجل.. إن قادة هؤلاء السفهة قد مارسوا القراءة من قبل، وحفظوا غير قليل من الكتاب والسنة، وكتبوا بعض رسائل أودعوها خلاصة ما استقر في قلوبهم من الأفكار التي كشفت شذوذهم وانحرافهم عن سواء السبيل، فإذا أبرز سماتهم العناد والغرور، الذي غشى على بصائرهم، فأراهم كل فهم انتهى إليه كبار علماء العصر خطأ بل ضلال لا يستحق بنظرهم سوى الرد والرفض، تماما كما فعل قتلة ذي النورين رضى الله عنه الذين غسل المضللون أدمغتهم، من كل أثر للوعي الإسلامي السليم، وشحنوا قلوبهم بالكراهية للخليفة المظلوم، حتى باتوا كما وصفهم هو بقوله "أراهمني الباطل شيطانا.."فقد نسوا كل سابقة لصاحب رسول الله، وانقلب بنظرهم بإيحاء موجهيهم محض شيطان والعياذ بالله!.

أجل لقد مضى هؤلاء وأولئك من الدهماء وراء مضلليهم، مسلوبي الإرادة والتفكير، أشبه بالضرير الذي أسلم قياده إلى شيطان يتلعب به كما يشاء، فأعادوا بذلك دور أسلافهم من أتباع الفتنة، الذين بلغ بهم الضياع حد استباحة حرم المسلمين وإهدار دمائهم. فإذا وقع في أيديهم أحد من أهل الكتاب لم يمسوه بسوء بل اكتفوا بأسماعه القرآن ثم أبلغوه مأمنه!.. ذلك بأنهم لم يفقهوا من الإسلام إلا ما دسه في أذهانهم طواغيتهم. فهم من أكثر المسلمين ملازمة لكلام الله وحديث رسله..، إلا أنهم من أبعد الناس عن نور العلم الحق، الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام..