للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} : إلى غائية، إذ انتهاء الإسراء كان إلى المسجد الأقصى، ومن ثم ابتدئ المعراج إلى الملكوت الأعلى.

والمسجد الأقصى هو مسجد بيت المقدس ووصف بلفظ الأقصى بمعنى الأبعد لبعده عن المسجد الحرام. واسم التفضيل (الأقصى) مشعر بوجود مفضل عنه وهو القصى. فما هو المسجد القصى بمعنى البعيد..إنه المسجد النبوي الشريف غير أنه عند حدوث هذا الحادث الجلل ونزول هذه الآية الكريمة لم يكن موجودا إذ لم يبن إلا أيام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، غير أنه في علم الله تعالى حاصل وموجود فلذا أومأ إليه بلفظ الأقصى إشارة إلى وجود مسجد قصي دونه. ومن هنا ذكرت المساجد المفضلة الثلاثة في هذه الآية المكية، الأول والأخير بالنص، والثاني الوسط بالإيماء والإشارة، وفي الحديث الصحيح:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد..المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".

{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} : المباركة في الشيء إكثار الخير فيه وإدامته له.. وفاعل هذا هو الله تبارك وتعالى، وحول الشيء ما أحاط به من الأماكن القريبة منه والبعيدة.. والمراد به هنا أرض فلسطين والشام إذ بارك الله تعالى في تلك البلاد دينا ودنيا، إذ هي مجتمع الأنبياء، ومحشر الناس- وأرض الزروع والثمار والأنهار زادها الله بركة وطهرها من عداة أوليائه وكفرة نعمه.

{لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} : اللام لام التعليل: إذ علة الإسراء وغايته أن يطلع الله رسوله على الملكوت الأعلى وما فيه من عجائب الخلق، ومظاهر العلم والقدرة الإلهية.

و (من) تبعضية إذ الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم من آيات الله بعض ما له تعالى من الآيات فقط، وليس كل الآيات، وهذا معلوم بالضرورة.