والآيات: جمع آية، وهي العلامة الدالة على وجود الشيء أوعدمه، وهي هنا مظاهر العلم والقدرة الإلهية المتجلية في خلق الله العظيم وصنعه البديع الحكيم من السموات والملائكة والأنبياء، والجنة والنار وما في الأولى من النعيم المقيم، والثانية من العذاب الجحيم، إذ كل ذلك رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة التاريخية الفذة التي لم يسبق لها نظير. والتي من حكمها: أن الله تبارك وتعالى قد أطلع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة إلى الملكوت الأعلى على كل غيب كان أخبره به وحيا في القرآن الكريم، فارتقى به من علم اليقين إلى عين اليقين: إذ ما كان غيبا له آمن به ودعا إلى الإيمان به أصبح شهادة له حيث رآه وأبصره وأحس به وباشره بجسمه. فرأى آدم أبا البشر ورأى إخوانه الأنبياء وجرى له معهم أحاديث، وتمت له معهم مقابلات عامة وخاصة، ورأى الجنة حيث بلغ إلى سدرة المنتهى والتي عندها جنة المأوى، ورأى الملائكة وشاهد نعيم الجنان من حور وقصور وعيون، وفوق ذلك كله وأعظمه وأجله مناجاة الله له وكلامه إياه وإدناؤه منه وتقريبه إليه..الله أكبر!..ماذا وهب الله رسول الله!!