وكذلك بالنسبة ليحيى عليه السلام فقد ورد في قوله تعالى:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} ١٢: مريم. أي خذ التوراة بجد {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} قال الزمخشري [١٣] : الحكم الحكمة.. وهو الفهم للتوراة، وقيل النبوة لأن الله أحكم عقله في صباه وأوحى إليه"، وقال البيضاوي [١٤] وقيل النبوة: أحكم الله عقله في صباه واستنبأه"واختار جلال الدين المحلي [١٥] تفسير "الحكم والنبوة"وقال صبيا: ابن ثلاث سنين وقول الجلال هذا الأخير لا دليل عليه، ولم يشر ابن كثير [١٦] إلى معنى النبوة في تفسير الآية.
وعلى هذا فيحتمل أن يكون أوحى إليه قبل النبوة صغيرا، وأوحى إليه بالنبوة ذاتها صبيا، والذي نرجحه أن: الحكم غير النبوة لقوله سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} ١٨٩:الأنعام، وكذلك في ٧٩:آل عمران، ١٦: الجاثية.