وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيرة ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لهم فقال:"نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره".
وفي رواية زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه وبلغه غيره، فرب حامل فقه ليس بفقيه"، وفي رواية، "ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يضل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من ورائهم"وغير ذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته:"فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه لعله أن يبلغه من هو أوعى له"وقال: "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا حرج".
وهذا وغيره مما أمر به الصحابة أولا، ثم أمروا إلى نقله إلى من بعدهم مع المحافظة على المنقول من الزيادة وطلب الوعي والضبط.
منع الرواية عن الضعفاء ... والتثبت في تحملها
يقصد بهذا العنوان تأكيد ما سبق ووضع قاعدة لمن تؤخذ عنهم الرواية ومن تطرح روايتهم أو يتوقف فيها حتى يبين أمرهم.. روى عبد الرحمن بن أبي حاتم بسنده عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم.." وروى أيضا بسنده عن شراحيل بن يزيد يقول: حدثني مسلم بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون آخر الزمان دجالون [١٨] كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلوكم ولا يفتنوكم..".