للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإلى هذا المقام، أجدني قد اقتربت من مدخل الموضوع الذي أريد أن أعالجه، وهو القضية الثانية من باب (التعرف على الله تعالى) وهي:-

(مفهوم الأسماء والصفات)

نقسم هذا الموضوع إلى مبحثين:

المبحث الأول: أسماء الله تعالى.

المبحث الثاني: صفات الله تعالى.

أولا أسماء الله تعالى

(الأسماء الحسنى)

معنى الأسماءِ: أسماء جمع اسم، والاسم: معناه لغة هو ما يعرف به الشيء ويستدل عليه.

وعند النحاة: هو ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن.

والاسم الأعظم: هو الاسم الجامع لمعاني صفات الله عز وجل.

واسم الجلالة: أو لفظ الجلالة: هو الله، وهو اسمه سبحانه وتعالى.

واصطلاحاَ: إذا قيل: أسماء الله تعالى، أو أسماء الله تعالى وصفاته، أو الأسماء والصفات، كان معنى الأسماء أسماء الله تعالى الحسنى التي تسمى بها سبحانه، واستأثر بها لنفسه جل وعلا.

لم سميت أسماء الله تعالى بالأسماء الحسنى؟

وردت تسمية الأسماء الحسنى في قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف آية ١٨٠) وفي قوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (طه آية ٨) . وسميت الأسماء الحسنى، لأنها حسن في الأسماع والقلوب، وتدل على توحيده، وكرمه وجوده، ورحمته، وأفضاله [٢] كما أنها تدل على أحسن مسمى، وأشرف مدلول.

وكل اسم يدل على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت أسماء الله تعالى جميعا حسنى، فهي ليست أعلاماً محضة، إذ لو كانت كذلك ولم تتضمن صفات الكمال لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صافات ليست بصفات كمال: كصفات نقص، أو صفات منقسمة إلى المدح.. والقدح لم تكن حسنى [٣] .