فتمثيلية عن الزكاة، وأخرى عن الحج، وثالثة عن الوفاء، ورابعة عن الأمانة..وما إلى ذلك من الفضائل الإسلامية، التي من شأنها، إذا أدرك المسلمون معانيها وحققوها في سلوكهم، أن تجعل منهم كما جعلت من أسلافهم خير أمة أخرجت للناس...
وهكذا استفاد من الخطابة والحوار...يعرض بهما المعاني الإسلامية عرضا مؤثرا جعل الناظرين واثقين من أن مادة الدين أخصب مجالات النشاط المدرسي بالفعل.
وهذا المدرس الناجح إنما عمد إلى تلوين أساليبه من تمثيل إلى خطابة إلى حوار وغيره ابتعادا عن الجمود الممل، لأنه لو اكتفى بالتمثيل وحده لانتهى بتلاميذه ومشاهديهم إلى السأم، وكذلك الوقوف على لون واحد من الأساليب يفقده الحيوية والتشويق.
إذن فعلى المدرس أن يطور أساليبه في إعطاء الدرس، وفي النشاط المدرسي حتى لا تبعث على الملل...وبذلك يضمن انتباه تلاميذه وحبهم للدرس وتفاعلهم معه.
ولنستفد في هذا الصدد من حكمة أبي تمام القائلة:
لا يصلح النفس إن كانت مدبرة
إلا التنقل من حال إلى حال
٣- والمدرس المسلم أحق المدرسين بالانتفاع من مثل هذا التجديد لأساليب التدريس والنشاط...ومراعاة الوسيلة الأنجع في إفادة التلاميذ وتربيتهم على روح الإسلام، ولينظر هذا المدرس إلى أساليب القرآن العظيم، والألوان المختلفة التي حملت معانيه يعلم أن التزام الصورة الواحدة، في التعبير والتعليم والسلوك، مخالف للأصلح والأنفع.