تنطوي مشروعية إعفاء اللحية على كثير من الحكم الجليلة والمعاني العظيمة وقد أشرنا إليها فيما سبق ويمكن تلخيص هذه الحكم فيما يلي:
١- تعتبر اللحية عنوانا بارزا على رجولة الرجل ومروءته وشجاعته.
٢- اللحية تكسب الرجل ثباتا في عواطفه ورزانة في مواقفه وحكمة في تصرفاته مع أهله وغيرهم.
٣- تعتبر اللحية حارسا أمينا على نزعات القلب وخلجات الشيطان فإذا ما وسوس الشيطان وزيّن للمرء الاقتراب من معصية تذكر هيئته موقف الناس منه.
٤- اللحية شعار المسلمين فمن حافظ عليها فقد حافظ على شعار هام من شعارات الإسلام.
٥- في إرسال اللحية مخالفة لأهل الكتاب والمجوس وغيرهم من ملل الكفر.
الخصلة الرابعة عشرة: فرق شعر الرأس:
الفرق - بإسكان الراء - تفريق بين الشيئين حين يتفرقا، والفرق: الفصل بين الشيئين، وقوله تعالى:{فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً}[٤٥] ، قال ثعلب: هي الملائكة تُزَيّل بين الحلال والحرام، وقوله تعالى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ}[٤٦] ، أي فصلناه وأحكمناه.
ورّق الشعر بالمشط: يَفرُقه، يفرِقه فرقا، وفرَّقه: سرحه، والفرق: موضع المفرق من الرأس، وفرق الرأس: ما بين الجبين إلى الدائرة.. ومفرَقه كذلك وسط الرأس.
وقولهم للمفرق: مفارق: كأنهم جعلوا كل موضع منه فرقا فجمعوه على ذلك، ومنه قول عائشة رضي الله عنها عند البخاري:"كأني أنظر إلى وبيصة الطيب في مفارق النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم...الحديث"[٤٧] .
ونقل الحافظ ابن حجر عن القاضي عياض قوله:"الفرق هو فرق شعر الرأس بعضه عن بعض وكشفه عن الجبين، والسدل هو إرسال اشعر وعدم ضم جوانبه"[٤٨] .