أما جينكيزخان فإنه أقام بمدينة سمرقند بعد فتحها وأرسل جيشا تحت إمرة أحد أبنائه إلى مقاطعة خراسان فاستولى على جميع مدنها بسهولة ولم يتعرض لأهلها بسوء غير أنه كان يأخذ الرجال ليسخرهم في خدمة الجيش.
ولم يمض سوى فترة قصيرة حتى بسط المغول سيطرتهم على بلاد فارس وكان جينكيزخان أرسل جيشا آخر إلى بلاد القفجاق فدانت له في أسرع وقت [٦] .
وتوفي جينكيزخان سنة ٦٢٤ بعد أن اتسعت امبراطوريته اتساعا عظيما ولما أحس بدنو أجله قسم إمبراطوريته بين أبنائه الأربعة والذي يعنينا منهم تولوي خان الابن الرابع لجنكيزخان الذي خصه أبوه بحكم خراسان وما يؤمل فتحه من ديار بكر والعراق.
المغول يطرقون أبواب العراق:
تمكن تولوي خان من بسط نفوذه على بقية الإمارات الفارسية حتى وصل إلى حدود العراق وتوفي سنة ٦٥٤هـ فخلفه ابنه هولاكوخان الذي طمع في توسيع رقعة ملكه على حساب الدولة العباسية وأخذ يتلمس الأسباب لتحقيق غرضه فأرسل إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله (٦٤٠-٦٥٦هـ) يدعوه لمساعدته على حرب الحشاشين [٧] ، ولكن الخليفة لم يلب الطلب فاتخذها هولاكوخان ذريعة لمهاجمة بغداد وأرسل إليه إنذارا سنة ٦٥٥هـ يطلب منه هدم حصون بغداد وردم الخنادق التي حولها وأن يسلم البلاد لابنه ويحضر لمقابلته أو يرسل من ينوب عنه فإن أجاب إلى ذلك نال رضى خان المغول وأبقى على دولته وجيشه ورعيته وإن لم يصغ للنصح فليستعد للحرب [٨] .