للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخذ السلطان يجمع الرجال والأموال والسلاح ويستعد لصد المغول وأدرك أن مهمته على جانب كبير من الخطورة فالشعب الذي سيواجه به المغول قد استولت عليه الرهبة واستبد به الخوف من هول ما سمعه عن فظائع المغول ووحشيتهم وسفكهم للدماء وتخريبهم للديار فضعف روحه المعنوي عن الجرأة على الوقوف في مهب هذا الإعصار المهلك.

ولم يوهن من عزم قطز أو يضعف من تصميمه على الخروج لمنازلة المغول ما سمعه من أقوال المرجفين ولم يأبه بما احتج به الداعون إلى الانتظار داخل الحدود المصرية حتى يدخل إليها المغول ونادى بالنفير العام للجهاد في سبيل الله ودرب المتطوعين على فنون القتال في وقت قصير جدا ولم يكد ينتهي من مهمته حتى اقترب المغول بقيادة كيوبوغانيان من حدود مصر [٢٠] .

موقعة عين جالوت الفاصلة:

اتجه السلطان قطز على رأس جيش كثير العدد إلى بلاد الشام في أوائل رمضان سنة ٦٥٨هـ وكانت الخطة التي رسمها هي أن يقابل المغول في أرض الشام وألا ينتظر قدومهم إلى مصر وكان يهدف من وراء ذلك إلى أمرين:

الأول: انتهاز فرصة البدء بالقتال التي كان المغول يحرصون على انتهازها أولا ليضعفوا الروح المعنوي في نفوس أعدائهم.

الثاني: لقاء المغول خارج أرض مصر حتى لا تكون ميدانا للحروب وعرضة للتدمير والتخريب.

وقد أرسل السلطان أمام قواته طليعة من الفرسان بقيادة ركن الدين بيبرس وعند بلدة الصالحية [٢١] انضمت الكتائب الشامية التي كانت قد جاءت إلى مصر فارة من وجه المغول إلى الجيوش المصرية.