٢ – ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم في غير موطن من مواطن الشرف والكمال أخرجه البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل أنتم تاركون لي أصحابي؟ إني قلت أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت!!!! وقال أبو بكر: صدقت!!!! ".
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كا فأناه إلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه بها الله يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر"
ولننه الحديث عن كمال عقل أبي بكر الصديق بالإشارة إلى أحداث جسام تجلى فيها عقل أبي بكر ورجحانه بما لا تزيد عليه.
الأولى: ثباته يوم وفاة الرسول حيث ذهلت العقول، وطاشت الأحلام، وقال عمر ما قال [١] فقام أبو بكر يخطب الناس ويهدئ روعهم، ويسكن من نفوسهم، ويقول:"من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، وقرأ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} .
الثانية: لما قبض رسول الله ونجم الشر وارتد من العرب وقالوا: نصلي ولا نزكي، أتى عمر رضي الله عنه أبا بكر وقال له:"يا خليفة رسول الله تألف الناس وأرفق بهم وإنهم بمنزلة الوحش"فقال أبو بكر: "رجوت نصرك، وجئتني بخذلانك، وجئتني بخذلانك، جبارا في الجاهلية خوارا في الإسلام؟ بماذا عسيت أن أتألفهم بشعر مفتعل أو بسحر مفترى هيهات هيهات، مضى النبي صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي، والله لأجاهدنهم ما استمسك السيف في يدي، وإن منعوني عقالا".