للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما دمنا نورد هذه الشواهد لا لندلل بها على كرم أبي بكر فحسب بل لنحيي في نفوسنا ونحن نتهيأ لحمل رسالة دعوة الإسلام هذا الخلق الكريم خلق الجود والسخاء والكرم لضرورة الدعوة والداعي إليه، فإننا سنعرض مسابقة عمر وأبي بكر في هذا المضمار كما رواها أبو داوود والترمذي علنا نخرج منها وقد أشبعت أرواحنا بمعاني البذل في سبيل الله وتهيأت نفوسنا لذلك وأصبحنا بحمد الله نضرب في هذا السبيل بسهم غير قصير ولا قليل.

وهذا عرض المسابقة قال عمر رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر - إن سبقته يوما - فجئت بنصف مالي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله.

وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ما أبقيت أهلك؟ " قال: "أبقيت لهم الله ورسوله فقلت: لا أسبقه في شيء أبدا".

انتهت المسابقة كما هو ظاهر بفوز الصديق وسبقه وفضل السبق يظهر في كون المسبوق عمر بن الخطاب أزهد الناس في الدنيا، وأقوى الناس على فعل الحق وقوله والسؤال هو ما نصيبنا نحن من هذا الخلق الضروري للداعي، إنه بإجراء الخاطر على مثل هذه الأمثال لأعاظم الرجال لا نعدم روح الجود ولا نفقد نفسية الكرم وما أنصح به الداعي الناشئ أن يمرن نفسه ويروضها شيئا فشيئا على اكتساب هذه الخلال والاتصاف بهذه المعاني الروحية الكريمة، وأنه لا بد آخذ منها بنصيب غير قليل لا سيما عبد هيأه الله تعالى لدعوة عباده إليه فسوف يمده بكل ما يؤهله لذلك وإنا والحمد لله لواجدون من ذلك أثرا في نفوسنا وإن كان يقل أحيانا ويكثر أخرى.

علم أبي بكر رضي الله عنه:

ومن جود أبي بكر إلى علمه وفقهه رضي الله عنه.