للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الأدب العربي كان خير مصور لحياة العرب السياسية والاجتماعية والخلقية، وأودع للزمن صحائف حياته مسجلة تتداولها الأجيال، وقد نظمت تلك الصفحات من الصفات التي اعتز بها العرب كالشجاعة وحماية الجار والكرم الذي لا يبقي على شيء رغبة في الفوز بالذكر والشكر، ولم تزل أمثال العرب تذكر حاتما الطائي رأس الكرماء ولم يزل لومه لماويّة زوجته حين تأخذ عليه إسرافه فيقول لها:

أماويّ إن المال غاد ورائح

ويبقى من المال الأحاديث والذكر

أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

ولم يزل يذكر شعر زهير وهو يرن في سمع الأجيال بمدح هرم به سنان والحارث بن عوف حين تحملا من مالهما الخاص ديات القتلى من عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء التي مكثت أربعين سنة أكلت خلالها شباب القبيلتين وذلك ما يصوره زهير في مدحهما بقوله:

تداركتما عبسا وذبيان بعدما

تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

((منشم هذه: امرأة ضرب بعطرها المثل في الشؤم فقيل: أشأم من عطر منشم)) .

ويطول بنا الحديث لو تتبعنا ذلك في كل العصور الأدبية.

وعلى ضوء هذه الحقائق نستطيع أن نجمل ثمرة الأدب في هذه الأمور:

١- تسجيل الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحربية.

٢- تسجيل الشعر لأسماء الأماكن التي لم يسجلها التاريخ.

٣- تسجيل الآراء والنزعات والاتجاهات للفرق والطوائف الدينية وغيرها.

٤- نقل التجارب الإنسانية عبر الأجيال لإفادة البشرية.

٥- إذكاء روح التوثب والتقدم والوصول إلى الأفضل بصفة مستمرة.

٦- توفير الوقت والجهد للآخرين سواء أكانوا معاصرين أو تالين.

٧- التعبير عن مشاعر اللذة بغرض استمرارها أو الاستزادة منها.

٨- إزالة مشاعر الألم بالتخفيف منها أو تحويلها.

٩- ربط مشاعر الجماعة والعمل على التفافها حول موضوعات وأهداف موحدة.