للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠- الارتفاع بالغرائز الإنسانية وترقيتها أو تحويلها لتكون عوامل سمو.

١١- فتح مجالات حضارية جديدة أمام البشرية وتعميق فهمنا للحياة.

وكم للأدب غير ذلك من مهمة فهو يربي العقول والمشاعر ويهذب الطباع، وهو لسان الدعاة إلى الله وهداة البشرية إلى الخير وهو وسيلة المصلحين الذين وهبوا حياتهم لإصلاح النفوس.

وما أقدر الكلمة الأدبية المدعمة بالآية القرآنية أو التوجيه النبوي على التأثير والإقناع إذا أرسلتها نفس مؤمنة بها منفعلة معها.

مجالات الأدب تشمل الكون كله:

لقد أثرى تراثنا القديم الحضارة الإنسانية بلا ادعاء أو مكابرة. تلك حقيقة لا ريب فيها، فابن سينا وابن رشد والخوارزمي والرازي وابن النفيس وغيرهم قد قدموا للإنسانية ما يجعلها تدين لنا به.

ولكن عندما توقفت ثقافة العرب الإسلامية عن النمو - بفعل عوامل من صنع أعداء أمتنا - فقد أصبحت لا ترضي نفسها ولا غيرها.

وبالنسبة لما لدينا في الحاضر فنحن في طور الأخذ من الآخرين أكثر من طور العطاء، وهذا واقع علينا أن نعترف به في شجاعة، وكما أعطينا في الماضي علينا أن نأخذ في الحاضر على شرط ألا نكون مجرد ببغائية نعيد صدى أصوات الآخرين، علينا أن نهضم ما نأخذ ونتمثله وأن نعيد تشكيله ليتوافق مع بيئتنا وذاتيتنا واضعين نصب أعيننا مقوماتنا الأخلاقية والروحية.

وبهذا يمكننا أن نقدم شيئا هاما ومجددا للتراث الإنساني، فالتنكر للذات مسخ للشخصية، والإعراض عن أوضاع العصر تدمير للشخصية أيضا.