للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما لا ريب فيه أن فنّ القصة القصيرة الذي نضج واشتد عوده في الأدب الحديث فن عربي قد يم يتمثل - أظهر ما يتمثل- في تلك المقامات الرائعة التي صاغها بديع الزمان الهمذاني والحريري من بعده وخلقا بها نموذجا إنسانيا خالدا في الأدب العالمي وهو نموذجا الأفاق الذكي الحاضر البديهة الذلق اللسان القوي الخيال الذي لم يجد له مكانا في مجتمع فاسد مضطرب القيم فاضطر أن يحتال لكسب قوته بشتى الحيل مستغلا غفلة العوام وفساد الحكام.

هذا النموذج الإنساني عرفه الأدب الإسباني بعد أدبنا العربي، وأغلب الظن أن الأدباء الإسبان عرفوه من النماذج العربية ثم انتقل من الأدب الإسباني إلى سائر الآداب الأوربية فيما عرف في تلك الآداب باسم (قصص الصعاليك) فلا مجال إذن لإنكار ذلك في الأدب العربي.

وعند النظرة الفاحصة نرى أن للأدب مجالات عديدة ووظائف لا تقتصر على ناحية من النواحي ولا على جانب من الجوانب، فهو يتناول العقيدة والعواطف الإنسانية والحياة الاجتماعية والسياسية والقيم الأخلاقية والروحية، فالحياة كلها مجال للأدب، فلم يعد من الممكن القول إن هناك بعض موضوعات تصلح للتناول وبعضا آخر لا يصلح فقد اتسع ميدان الأدب اتساعا عظيما وها هي بعض تلك المجالات:

- العقيدة: