موضع ما تدل عليه همزة الاستفهام من تعجب وتعجيب وتنبيه موضعه حال هؤلاء اليهود الذين يزكون أنفسهم فيبرئونها من الذنوب ويطهرونها على حين أنهم أئمة الكفر رؤوس الفتن، لا يستأهلون هذه التزكية، ولا يعتد بها منهم.
فالله هو الذي يزكي من يشاء من عباده، لا يخفى عليه إحسان محسن ولا إساءة مسيء، يجازي كل إنسان بما يستحق، ولا يظلم أحدا شيئا مهما بلغ ذلك الشيء من القلة والحقارة والصغر.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى} استفهام وتعجب وتعجيب وتنبيه، وموضع ذلك حال هؤلاء اليهود الذي أوتوا نصيبا من التوراة، ثم هم يخالفون ما جاء فيه، ويستجيبون لطلب كفار قريش في مكة فيسجدون للأصنام ويشركون بالله، ويقولون لهم أنتم أهدى من الذين آمنوا بمحمد سبيلا.
يقولون هذا وهم يعلمون أنه افتراء وبهتان، يقودهم إليه الحقد والحسد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن آمن به.