للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فينبغي اختيار تلك القواعد التي تساعد الطلاب على هذا القدر من الفهم والتعبير بسهولة ويسر، ونستبعد بقدر الإمكان من قواعد الصرف، مثلا: مسائل الإعلال بالنقل والقلب والحذف ومسائل التقدير والافتراض والتأويل وما شابه ذلك من الأمثلة الجدلية والقواعد الشاذة، ويمكن أن يقدم مثل هذه المسائل العويصة في المراحل المتخصصة أو المتقدمة فليس من الضروري الانسياق وراءها في المراحل الأولى لتعليم الدارسين غير الناطقين باللغة العربية.

وبالنسبة إلى قواعد النحو فيكفي تقديم قواعد تركيب الكلام من تقديم وتأخير وتنسيق مفردات الجملة بعضها ببعض، وقواعد التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع والتعريف والتنكير، وكذلك علامات الإعراب الأصلية والفرعية، ويجب أن نلاحظ في تقديم قواعد النحو أن لا تكون منحصرة في الإعراب فقط لأن أهمية التدريب في الكلام ونظمه لا تقل عن أهمية الإعراب، وإن الاهتمام المبالغ فيه هو الذي يؤدي إلى الدخول في المسائل النحوية المعقدة كمسائل التقدير والافتراض وحشد الأمثلة الشاذة، الأمر الذي يعقد العملية التعليمية للدارسين المبتدئين.

وأما الأبواب الشائعة ولكنها معقدة إلى حد ما مثل أبواب التحذير والإغراء والندبة والتعجب وغيرها فيمكن أن تقدم أمثلتها على أساس أنها أساليب عربية تستعمل في الظروف والمناسبات الخاصة، دون الدخول في تفاصيل التحليل الإعرابي والتحليل اللغوي، ومن الضروري كذلك أن نضع في الاعتبار عند اختيار مادة القواعد أن نقدم قواعد الصرف مستقلة عن قواعد النحو، فالصرف هو جزء لا يتجزّأ للنحو بل هو الذي يمهد له الطريق، ولا تظهر قيمة أمثلة الصرف إذا أخذت منعزلة عن قواعد التركيب النحوي، ولهذا يجب الاهتمام بتقديم قواعد النحو والصرف وأمثلتهما معا، مع مراعاة مستويات الطلاب وأهدافهم من تعلّم هذه اللغة من حيث النوعية والكيفية المذكورتين.