لا بد أن نأخذ في الاعتبار عند وضع منهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها واختيار المواد المطلوبة ونوعيتها، أهداف هؤلاء المتعلمين وأغراضهم من تعلم هذه اللغة وكذلك المستويات الثقافية لهم، وأن نوعية اللغة التي تقدم لهم وحدودها وخواصها وصيغها ومفرداتها وتراكيبها يجب أن تكون ملائمة لأوضاعهم الثقافية ومحققة لأهدافهم من تعلمها.
أما فيما يتعلق بالأغراض التي من أجلها يتعلم الدارسون الأجانب اللغة العربية فمنهم من يتعلم العربية لأهداف علمية وثقافية أو لأغراض تجارية واقتصادية أو سياسية أو لأجل مجرد التحدث مع أصحاب هذه اللغة في المعاملات اليومية، ويقبل البعض على تعلمها لفهم القرآن والعلوم الإسلامية، وهذا التنوع في أغراض الدارسين يتطلب تنوع الصيغة اللغوية التي تقدم إليهم لتلبية حاجات كل فريق حسب مقاصدهم التي من أجلها يدرسونها.
ويأتي بعد ذلك اختلاف المستويات الثقافية بين المتعلمين الأجانب، وأن هؤلاء المتعلمين يكونون ذوي ثقافات متفاوتة وأنماط متباينة من التربية البيئية والسلوك الاجتماعي، فليس من المقبول تربويا وعمليا أن تقدم لهؤلاء الدارسين المنتمين إلى بيئات متعددة وأوضاع ثقافية متفاوتة، مادة موحدة وبدرجة واحدة، وإن هذا النهج يحدث الخلط والاضطراب في التدريس، وربما يفوت فرص الفهم للمادة والتشوق لهذا الفريق أو ذاك لاستيعاب الدروس.