وهنا تنشأ أيضا مشكلة أخرى هامة وهي اختلاف اللغات القومية بين هؤلاء المتعلمين، وقد ثبت من التجارب أن الطلاب يختلفون فيما بينهم في درجة الفهم والتحصيل للغة العربية باختلاف لغاتهم القومية، فإن طالبا مسلما من الهند أو باكستان أو بنجلادش أو من تشاد أو من جزر القمر ونحوها من البلدان التي قد تأثرت لغاتها المحلية باللغة العربية، حيث أن هذا الطالب له نوع من الإلمام ببعض الكلمات العربية أو المصطلحات الإسلامية كما أنه عادة يحفظ بعض السور من القرآن الكريم أو أدعية الصلوات وغيرها، فلا ينبغي أن يوضع هو في عداد الطلاب الذين يأتون من البلاد الأوربية أو الأمريكية بدون أن يكون لهم أدنى إلمام باللغة العربية أو حروفها الهجائية وخاصة بنطقها ومخارجها الصحيحة.
وقد سمعت رأيين من قبل بعض رجال التربية والعلماء المتخصصين في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، وفي معالجة هذه المشكلة أي مشكلة اختلاف المستويات والأهداف واللغات القومية، فيرى البعض: وجوب العمل للتوفيق بين هذه الاعتبارات المختلفة إجمالا أي بتقديم مجموعة من المواد المختلطة من الفصحى والعامية والمصطلحات التجارية والعلمية والسياسية والتدريبات اللغوية المشتملة على القواعد الأساسية لأصوات اللغة ونحوها وصرفها وبلاغتها، وهذه هي الطريقة الممكنة للجمع بين هذه الحالات المختلفة والأوضاع المتفاوتة.