إن عامل الاحتفاظ بعربية جوّ الدروس في الفصول أو قاعات التعليم من أهم العوامل التي تساعد الطلاب الأجانب على معايشة جو اللغة العربية والتأثر بخواص هذه اللغة نطقا واستعمالا في أرضية واقعية، ولهذا يجب أن تكون الطريقة التي يقوم عليها تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها هي الطريقة المباشرة بأن تكون لغة التخاطب والتعليم بين المدرس والطالب في قاعات الدروس هي اللغة العربية فقط دون الالتجاء إلى الترجمة أو استخدام اللغات الأجنبية.
وتظهر قيمة هذه الطريقة ماثلة أمام أعيننا لأنه كلما نطبق نظام الطريقة المباشرة تكون النتيجة اعتماد الطالب الأجنبي في الفهم والمناقشة مع المدرس على اللغة العربية نفسها فيستذكر الكلمات المحفوظة في ذاكرته ويدرب نفسه على التقاط النطق والأصوات اللغوية الصحيحة مباشرة من فم المدرس، وبهذه الطريقة سيصبح الطالب الأجنبي الذي تعودّ لسانه على لغات أخرى أكثر تأثرا وأشد اتصالا بخواص اللغة العربية، وتتاح له الفرصة لاستخدامها مع العرب بنبرات واضحة ونطق صحيح.
وجدير بالذكر أن الطريقة المباشرة هي النظرية التربوية المعروفة لدى خبراء تعليم اللغات في العصر الحديث والمتبع في معاهد اللغات ومعاملها في الدول الأخرى، وإذا اضطر المدرس إلى ترجمة كلمة أو مصطلح أو نحو ذلك في مادة أو أخرى فعليه أن يختصر على قدر الضرورة وبنطاق ضيق فقط ثم يعود فورا، بمجرد انقضاء هذه الضرورة إلى اللغة العربية في المخاطبة، ولا يخفى ما لهذه الطريقة من أثر فى إيلاف الطلاب الأجانب الجو العربي أثناء الدروس.
ب- أسلوب التدريبات اللغوية:
إن التدريبات اللغوية هي الهدف الأول والأساسي في تخطيط منهج تعليم العربية لغير الناطقين بها، ومن ثم فلا بد أن يلتزم منهج تدريس هذه المادة لهؤلاء الطلاب بالطرق التالية: