إن الكتابة العربية - في الحقيقة والواقع - أقصر كتابة، وأن اختصار الكتابة العربية واقع ملموس لكل ناظر. وذلك عند الموازنة بين الكلمات المعجمية والنصوص المحددة في اللغات الأجنبية ونظائرها في اللغة العربية، وأن الموازنة الصحيحة تثبت أن الكتابة العربية تتطلب مساحة أقل من تتطلبه الكتابات الأجنبية في مختلف اللغات، وجدير بالذكر أن الكتابة العربية تقتضي اختصار الحروف المفردة عند استخدامها في الكلمة، فالحروف في حال اتصالها في الكلمة الواحدة تختزل بمقدار نصفها أو أقل أحيانا، وأن كتابة هذه الحروف متراكبة تتيح لحجم الكلمة مزيدا من الاختصار في المساحة، هذا إلى جانب كون الحروف العربية عادة أقل من حجم الحروف الأجنبية.
والحقيقة الأخرى التي يجب أن ترسخ في أذهان الطلاب هي أن الكتابة العربية العامة لا تقتضي كتابة نتمناعلامات الإعراب - أي التشكيل - على عكس الكتابة في اللغات لأجنبية، والنتيجة الحتمية لهذا النظام أن كمية الحروف في أي كلمة عربية تعتبر بمقدار نصفها إذا روعي تعداد علامات الحركات للحروف في كلمة أجنبية، وفي حالة وضع علامات الحركات - في بعض الحالات – فإنما توضع فوق الحروف وتحتها، وبذلك لا تشغل من المساحة شيئا يذكر.