وإذا نظرنا إلى تنوع الكتابة العربية وتطوراتها، فنرى أن الكتابة العربية قد احتفظت برسومها الجوهرية منذ عصورها الأولى، وأما الذي حدث فهو تصرف وتنوع في تكوين نفس الحروف الأساسية، من تشابك وتدامج وما إلى ذلك من التنميق والتجميل وغيرهما، ومسايرة لهذا التطوير قد نشأت أنماط عديدة للخط العربي مثل: النسخي والرقعي والثلثي والفارسي والكوفي والديواني وغيره، ولكل منها معالمه المميزة كما له استخدامه الخاص، وهكذا دخل في المكتبة العربية الجمال الفني والتفنن في النماذج الخطية، ونتج عن ذلك الاحتفاظ بنماذج زخرفية لتزيين الجدران والحجرات وانتقال عناصر من الحضارة العربية الإسلامية إلى الدول الأخرى عن طريق النقوش والزخارف العربية المعروفة بالإبداع الجمالي والإمتاع الفني.
وأما هدفنا الأساسي في هذه المرحلة فهو تهيئة أذهان الطلاب الأجانب للتدريب على كتابة اللغة العربية بيسر وسهولة حسب قواعد العربية وأوضاعها نحوا وصرفا واشتقاقا وفيما يلي بعض القواعد الأساسية لتدريب هؤلاء الطلاب على رسم الخط العربي في المراحل الأولى:
١ – تعويد الطالب على كتابة الجمل والعبارات العربية بخط ((النسخ)) وبحروف كبيرة بدون تشكيل - إلا للضرورة - فإن التشكيل يضاعف وقت الكتابة ويشغل فكر الطالب بعلامات الضبط وتحري وضعها، وأن إلزام الطالب بالشكل في الكتابة يؤدي في المستقبل إلى الاضطراب والخوف في قراءة مكتوبات غير مشكولة.