وقال ابن قتيبة: كان ثُمامة مِنْ رِقّة الدِّين، وتنقيصِ الإِسلام، والاستهزاءِ به، وإرسالِهِ لسانَه: على ما لا يكون على مثله رَجُلٌ يعرف اللّه ولا يؤمن به. قال: ومن المشهور عنه، أنه رأى قومًا يتعادَوْن إلى الجمعة لخوفهم فوتَ الصلاة فقال: انظروا إلى البَقَر، انظروا إلى الحُمُر. ثم قال لرجل من إخوانه: انظر ما صنع هذا العَرَبيُّ بالناس.
وقال البيهقي: غيرُ قوي.
وقال النَّديم: كان المأمون أراد أن يَسْتَوزره فاستعفاه، وكان يقول: إن اللِّواطَ، وهو إيلاجُ الذكَر في دُبُر الذَّكَر حرام، لكنَّ تَفخيذَ الصِّبيان الذُّكورِ حلالٌ، لأنه لم يأت نصّ بتحريمه، وهذا مما خَرَق فيه الإِجماع.
وذكر ابنُ الجوزي في حوادث سنة ١٨٦، أن الرشيد حبسه لوقوفه على كَذِبه، وكان مع المأمون بخراسان، وشَهِد في كتاب العهد منه لعليّ بن موسى.
وذكر أبو منصور بن طاهر التميمي في كتاب "الفَرْقُ بين الفِرَق" أن الواثق لما قَتَل أحمدَ بن نصر الخزاعي، وكان ثُمامة ممن سَعَى في قتله، فاتفق أنه حَجَّ فقتله ناسٌ من خُزاعة بين الصفا والمروة.
وأورد ابنُ الجوزي هذه القصة في حوادث سنة ثلاث عشرة، وترجم لثُمامة فيمن مات فيها.
وفيها تناقُضٌ، لأن قَتْلَ أحمدَ بنِ نصر تاخر بعد ذلك بدهر طويل. [فإنه قُتل في خلافة الواثق سنة بضع وعشرين، وكيف يقتل قاتِلُه سنة ثلاث عشرة](١)، والصوابُ أنه مات في سنة ثلاثَ عشرة.