للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٥٢ - أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العباس.]

محدث الكوفة شيعي متوسط ضعفه غير واحد وقوَّاه آخرون.

قال ابن عَدِي: صاحب معرفة وحفظ وتقدم في الصنعة رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه ثم قوى ابن عَدِي أمره وقال: لولا أني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه، يعني لا أحابي - لم أذكره للفضل الذي كان فيه من الفضل والمعرفة ثم لم يسق له ابن عَدِي شيئا منكرا.

وذكر في ترجمة العطاردي: أن ابن عقدة سمع منه ولم يحدث عنه لضعفه عنده.

قلت: وقد سمع من أبي جعفر بن المنادي ويحيى بن أبي طالب والكبار.

قال الخطيب: حدثنا عنه أبو عمر بن مهدي، وَابن الصلت وأبو الحسين بن المتيم.

وعقدة: لقب لأبيه لعلمه بالتصريف والنحو وكان عقدة ورعا ناسكا.

وروى أبو الفضل بن حنزابة الوزير عن الدارقطني قال: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن ابن مسعود أحفظ من أبي العباس بن عقدة.

وقال أحمد بن الحسين بن هرثمة: كنت بحضرة ابن عقدة أكتب عنه وفي المجلس هاشمي فجرى حديث الحفاظ فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاث مِئَة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم وضرب بيده على الهاشمي. ⦗٦٠٤⦘

وقال الخطيب: حَدَّثَنا أبو العلاء الواسطي سمعت محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول: حضر ابن عقدة عند أبي فقال له: قد أكثر الناس في حفظك فأحب أن تخبرني فامتنع فأعاد عليه المسألة وعزم عليه فقال: أحفظ مِئَة ألف حديث بالإسناد والمتن وأذاكر بثلاث مِئَة ألف حديث.

قال الخطيب: وحدثني التنوخي سمعت محمد بن عمر العلوي يقول: قال أبي لابن عقدة بلغني من حفظك ما استكثرته فكم تحفظ؟ قال: أحفظ بالأسانيد والمتون خمسين ومئتي ألف حديث وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع بست مِئَة ألف حديث.

وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة يعلم ما عند الناس، وَلا يعلم الناس ما عنده.

وقال أبو سعيد الماليني: أراد ابن عقدة أن يتحول فكانت كتبه ست مِئَة حملة.

وقال البرقاني: قلت للدارقطني: أيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير.

وروى حمزة بن محمد بن طاهر، عن الدارقطني قال: كان رجل سوء يشير إلى الرفض.

قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي سئل الدارقطني، عن ابن عقدة فقال: لم يكن في الدين بالقوي وأكذب من يتهمه بالوضع إنما بلاؤه هذه الوجادات. ⦗٦٠٥⦘

وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، أو قال: مثالب الشيخين فتركت حديثه.

وقال ابن عَدِي: رأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه قال: حَدَّثَنا فلان وقال: كان مقدما في الشيعة.

قال ابن عَدِي: وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخا ويأمرهم أن يرووها ثم يرويها عنهم.

قلت: مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مِئَة عن أربع وثمانين سنة انتهى.

وقال المؤلف في تذكرة الحفاظ عقب الحكاية الأخيرة: ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث أما الإسناد فلا أدري.

قلت أنا: وَلا أظنه كان يصنع في الإسناد إلا الذي حكاه ابن عَدِي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني.

وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة فقيل له: ما يقوله بعض الناس فيه؟ فقال: لا تشتغل بمثل هذا أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم فلا يسأل عنه أحد من الناس.

وقال ابن عَدِي أيضًا: سمعت أبا بكر الباغندي يقول: كتب إلينا ابن عقدة: قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ للكوفيين فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بالأصول فقال: ما عندي أصل وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ وقال: ارو هذه يكن لك ذكر ويرحل إليك أهل بغداد.

قال ابن عَدِي: وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان.

قال: وسمعت ابن مكرم يقول: كنا عند ابن عثمان بن سعيد في بيت وقد وضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة سراويله وملأه منها سرا من الشيخ ومنا فلما خرجنا قلنا: ما هذا الذي تحمله؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا , قال: وسمعت عبدان يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث فلا يذكر معهم. ⦗٦٠٦⦘

وقال حمزة السهمي: ما يتهم مثل أبي العباس بالوضع إلا طبل.

قال حمزة عن الدارقطني: أشهد أن من اتهمه بالوضع فقد كذب.

قلت: ومما يدل على سعة حفظه ونبله ما رواه صالح بن أحمد الحافظ في تاريخه قال: سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول: روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده فأنكره عليه ابن عقدة فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى فحبس ابن عقده ثم قال الوزير: من يرجع إليه في هذا؟ فقالوا: ابن أبي حاتم فكتبوا إليه في ذلك فنظر وتأمل فإذا الصواب مع ابن عقدة فكتب إلى الوزير بذلك فأطلق ابن عقدة وعظم شأنه.

وقال مسلمة بن قاسم: لم يكن في عصره أحفظ منه وكان يزن بالتشيع والناس يختلفون في أمانته فمن راض ومن متسخط به.

وقال أبو ذر الهروي: كان ابن عقدة رجل سوء.

وقال ابن الهرواني: أراد الحضرمي أبو جعفر يعني مطينا أن ينشر أن ابن عقدة كذاب ويصنف في ذلك فتوفي رحمه الله قبل أن يفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>