للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٨٦٢ - ز - مُعَمَّر بالتشديد، ظهر لي أن الذي في سَنَد المَغَاربة، غيرُ الذي في سند أهل سِنْجار، لتباعُد القُطْرين، ولأن الذي في سند المغاربة بالتشديد جَزْمًا، وأن بعضهم زعم أنه اسم عَلَم، وهَجَم فزعم أنه الذي أخرج مسلم حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عنه، عن النبي قال: "لا يَحْتكِر إلَّا خاطئ".

وقد سألني عن ذلك بعضُ أهل الإِسكندرية مُرَاسلة، فكتبتُ ببطلان هذا الظن، وأن الذي حديثه في "صحيح مسلم" قُرَشي عَدَوي من رهط عمر بن الخطاب وهو بالتخفيف جزمًا، وهو مَعْمَر بن عبد الله بن نَضْلَة بن نافع بن عوف بن عَبِيد - بفتح العين - ابن عَوِيج - بفتح أوله أيضًا، وآخره جيم - ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، وحديثه هذا عند أصحاب "السنن" إلَّا النَّسائي.

وله عند مسلم حديث آخر من طريق بُسْر بن عبيد اللّه عنه في الرِّبا، وكان من سكان المدينة النبوية، ولم يرو أحدٌ ممن ترجم رجال الصَّحيح أنه كان من المعمَّرين، ولا أنه سكن في غير المدينة، ومقتضى كلامهم أنه مات قبل المئة الأولى.

وقد اشتهر في بلاد الصعيد الأعلى من مصر، ذِكْر الشيخ أبي العباس الملثَّم، وأنه عاش دهرًا طويلًا، وأطال الشيخ عبد الغفار بن نوح في كتابه المسمى "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد" من إيراد أخبار الملثَّم، وسَرْد كراماته وخوارق العادات على يديه، وذكر أنه عاش إلى رأس السبع مئة، وأنه بلغه أنه كان أحيانًا يقول: إنه رأى الشافعي، قال: فسألته: رأيتَ الشافعي؟ قال: نعم، قلتُ: محمد بن إدريس صاحبُ المذهب؟ قال: في النوم يا فتى في النوم. ونَقَل عنه أيضًا أنه رأى القاهرة أخصاصًا قبل أن تُبنى، إلى غير ذلك.

وذكر عنه أيضًا أنه لقي المعمَّر صاحب النبي ، وقد لقيتُ أنا عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار بن نوح في سنة ثلاث وتسعين وسبع

<<  <  ج: ص:  >  >>