للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٠٠٦ - إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي الكوفي.]

عن كامل أبي العلاء، وَأبي معشر السندي ومالك وكثير بن سليم وحفص القارىء، وَغيرهم.

وعنه عمر بن حفص السدوسي وإسحاق بن إبراهيم السجستاني، ومُحمد بن علي الأزدي وأحمد بن حفص السعدي. ⦗٤٧⦘

قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبي شيبة كذب أحدًا إلا إسحاق بن بشر الكاهلي.

وكذا كذبه موسى بن هارون وأبو زرعة.

وقال الفلاس، وَغيره: متروك.

وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث.

وأرَّخ موسى بن هارون وفاته في سنة ثمان وعشرين ومئتين.

قلت: لا أعلم له أشنع من الحديث الذي رواه العقيلي قال: حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا إسحاق بن بشر الكاهلي، حَدَّثَنَا أبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال: بينا نحن قعود مع النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ في يده عصا فسلم على نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد عليه السلام ثم قال: نغمة الجن وغمتهم أنت من؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس قال: وليس بينك وبين إبليس إلا أبوان؟ قال: نعم قال: فكم أتى لك من الدهر؟ قال: قد أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلا ليالي قتل قابيل هابيل كنت وأنا غلام ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآكام وآمر بإفساد الطعام وقطيعة الأرحام فقال: رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم أو الشاب المتلوم.

قال: ذرني من التعذار فإني تائب إلى الله إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني فقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين فأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

قلت: يا نوح إني ممن تشرك في دم السعيد هابيل بن آدم فهل تجد لي من توبة عند ربك؟ ⦗٤٨⦘

قال: يا هامة هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة إني قرأت فيما أنزل الله علي: أنه ليس من عبد تاب إلى الله بالغا ذنبه ما بلغ إلا تاب الله عليه فقم فتوضأ واسجد لله سجدتين قال: ففعلت من ساعتي ما أمرني به قال: فناداني ارفع رأسك فقد أنزلت توبتك من السماء فخررت لله ساجدًا.

وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني.

وكنت زوَّارًا ليعقوب وكنت من يوسف بالمكان المكين وكنت ألقى إلياس في الأودية وأنا ألقاه الآن وإني لقيت موسى فعلمني من التوراة وقال: إن أنت لقيت عيسى فأقرئه مني السلام وإني لقيت عيسى فأقرأته من موسى السلام.

وإن عيسى قال لي: إن أنت لقيت محمدا فأقرئه مني السلام قال: فأرسل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينيه وبكى، ثم قال: على عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك يا هامة بأدائك الأمانة قال: يا رسول الله افعل بي ما فعل بي موسى، فإنه علمني من التوراة، فعلمه رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة المرسلات، و {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ}، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، والمعوذتين، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وقال: ارفع إلينا حاجتك يا هامة، وَلا تدعن زيارتنا.

قال: فقبض رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم ينعه إلينا فلست أدري أحي هو أو ميت؟.

الحمل فيه على الكاهلي لا بارك الله فيه مع أن عبد العزيز بن بحر (١) أحد المتروكين قد رواه بطوله، عَن أبي معشر. ⦗٤٩⦘

وهذا الحديث قد رواه البيهقي بإسناد أصلح من هذا فقال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن داود العلوي، حَدَّثَنَا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، حَدَّثَنَا عبد الله بن حماد الآملي، حَدَّثَنَا محمد بن أبي معشر، أخبرني أبي ... فذكره ولم يطوله.

وروى الأصم، عن إبراهيم بن سليمان الحمصي، حَدَّثَنَا إسحاق بن بشر، حَدَّثَنَا خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، عَن أبي ليلى الغفاري سمع النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ستكون فتنة بعدي فالزموا عَلِيًّا فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة وهو معي في السماء العليا وهو الفاروق بين الحق والباطل.

فأما إسحاق بن بشر الرازي الراوي عن سفيان بن عُيَينة فصدوق، انتهى.

وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر، وَغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل فيه علي الكاهلي؟ فالحمل فيه حينئذ على أبي معشر.

وقد أخرج العقيلي للحديث طريقا آخر من رواية محمد بن صالح بن النطاح، حَدَّثَنَا أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري، حَدَّثَنَا مالك بن دينار، عَن أَنس قال: كنت مع النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكئا على عكازة فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مشية جني ونغمته؟ فقال: أجل فقال: من أي الجن أنت؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس. وذكر نحوًا من الأول.

وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا عن ابن النطاح وأبو سلمة ضعيف جدا سيأتي ذكره. ⦗٥٠⦘

قال العقيلي: كلا هذين الإسنادين غير ثابت، وَلا يرجع منهما إلى صحة وليس للحديث أصل.

وقد أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" من طريق أحمد بن موسى الحمار، حَدَّثَنَا إسحاق بن مقاتل، حَدَّثَنَا مالك، عن هشام، عَن أبيه، عن عائشة رفعه: المؤمن في ضمان الله. وقال: لا يصح هذا عن مالك، وَلا عن هشام.

وإسحاق بن مقاتل هو إسحاق بن بشر بن مقاتل الكاهلي ضعيف الحديث.

وذكر الخطيب في الموضح للحمار حديثًا آخر رواه عن إسحاق هذا فنسبه إلى جده.

_حاشية


(١) تحرف في المطبوع إلى: "عبد العزيز بن بحير" وصوبناه عن "ميزان الاعتدال" ٤/ ٣٥٨، و"تاريخ بغداد" ١٠/ ٤٤٨، و"تاريخ الإسلام" ١٧/ ٢٥٤، وجاء على الصواب في طبعة الأعلمي، وكذلك ستأتي ترجمته على الصواب في ٥/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>