قال الإِمام علي بن المديني: التَفَقّهُ في معاني الحديثِ نِصْفُ العلم، ومعرفةُ الرجالِ نِصْفُ العلم
﷽
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإن خدمة كتب الحديث الشريف وعلومه من أفضل الأعمال وأشرفها، وقد قام العلماء السابقون بتدوينها واستيفاء شتى الجوانب فيها حتى اشتهرت الكلمة الصادرة عن بعضهم:"عِلْمُ الحديث عِلْمٌ نَضِجَ واحترق"، إيذانًا باستكمال مباحثها واستيفاء فنونها.
وكان من أجَلّ ما اهتموا به علمُ رجال الحديث، فدوَّنوا فيه واستقصَوا استقصاء عَجبًا، حتى يكاد يقال: لم يَفُتهم من الرواة راوٍ ثقةً كان أو ضعيفًا إلَّا ذكروه، بما وَصَل إليه علمُهم، فأحسنوا وأجادوا، وتَعِبوا وأفادوا، فجاء مَنْ بعدَهم فرأى كلَّ من يَمُرُّ به من الرواة مذكورًا مترجَمًا بما يَكشِفُ عن حاله جرحًا أو تعديلًا. فجزاهم الله خيرًا.
ويلاحظ القارئ لهذا الكتاب بتتبع وإمعان نظر وفكر، أن علماء الجرح والتعديل من المحدثين رحمهم الله تعالى، استقصَوا واستوعبوا في ذكر كل من