للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٢٨٤ - أشعب بن جبير الطامع [يعرف بابن أم حميدة، ويكنى أبا العلاء وأبا إسحاق]]

له، عَن عَبد الله بن جعفر وسالم.

قال الأزدي: لا يكتب حديثه.

قلت: هو مدني يعرف بابن أم حميدة. له نوادر وقلَّما روى، حدَّث عنه معدي بن سليمان وأبو عاصم وحميدة بفتح الحاء توفي سنة ١٥٤.

له ترجمة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد ويقال اسمه: شعيب ويكنى أبا العلاء وأبا إسحاق.

وقيل: هو ابن أم حُميدة بالضم.

قال الخطيب: هو خال الواقدي وزعم الجاحظ أنه قدم بغداد زمن المهدي. ⦗١٩٥⦘

وقال الأصمعي: حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان أنه قدم أيام المنصور ببغداد فأطاف به فِتْيَان بني هاشم فغَنَّاهم فإذا حلقه على حاله وقال: أخذت الغناء عن مَعْبَد وقال اسم أبيه: جبير، وقيل: بل أشعب بن جبير آخر.

قال الجِعابي: حدثني محمد بن سهل بن الحسن، حدثني مضارب بن نُزَيل، حَدَّثَنَا سليمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا عثمان بن فائد، عن أشعب الطَّمَعِ، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبَّى حتى رمى جمرة العقبة.

قال الجِعابي: كان أشعب يقول: حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله فيقال: دع هذا عنك فيقول: ليس للحق مترك.

وقال مَعْدِيّ بن سليمان: حدثني أشعب قال: دخلت على القاسم بن محمد وكان يبغضني في الله وأحبه فيه فقال: ما أدخلك عليّ؟ اخرج قلت: أسألك بوجه الله لَمَا جذذت لي عذقًا ففعل.

وقال عبد الله بن سَوَادة: حَدَّثَنَا أحمد بن شجاع الخزاعي، حدثني أبو العباس بن نسيم الكاتب قال: قيل لأشعب طلبت العلم وجالست الناس ثم أفضيت إلى المسألة فلو جلست لنا وسمعنا منك فقال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خَلَّتان لا تجتمعان في مؤمن ثم سكت فقالوا: ما هما؟ قال: نسي عكرمة واحدة ونسيت الأخرى.

ويروى أنه أكل مع سالم تمرًا فجعل يَقْرُِن فقال سالم: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن القران فقال: اسكت فوالله لو رأى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءة هذا التمر لرخَّص فيه حَفْنَةً حَفْنَة.

قال محمد بن أبي الأزهر قال لنا الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع وتأكل فخذ جرادة فتَتْخَم. ⦗١٩٦⦘

وذكر الطَّلحي عن أحمد بن إبراهيم قال: وجد أشعب دينارًا فكره أن يأكله حرامًا وكره تعريفه فاشترى به قطيفةً وانبعث يعرفها.

وروى نحوها مسعود بن بشر المازني عن الواقدي عنه وكان خاله.

وقال الزبير بن بكار قال الواقدي: لقيت أشعب خالي قال فقال لي: يا ابن واقد وجدت دينارًا فكيف أصنع به؟ قلت: عَرِّفه قال: سبحان الله ما أنت في علمك إلا في غرور قلت: فما الرأي يا أبا العلاء؟ قال: أشتري به قميصًا وأعرفه بقباء قلت: إذًا لا يعرفه أحد قال: فذاك أريد.

وأورد عياض في ترجمة الواقدي من المدارك هذه الحكاية وتعقبها فقال: لا أدري من أشعب هذا فإن الطامع متقدم عن زمن الواقدي، سمع من سالم بن عبد الله بن عمر قال: وقال أهل العلم بهذا الشأن: لا يعرف بهذا الاسم غيره. هذا كلامه.

فأمَّا شكُّه فيه فلا أثر له فإنه الطامع لا شك فيه وقد أدرك الواقدي من حياته خمسًا وعشرين سنة وسيأتى قريبًا أن أبا عاصم سمع منه وقد تأخرت وفاته عن الواقدي مدة.

وأمَّا دعواه أن اسمه فَرْدٌ فهو كذلك فما ذكروا غيره والله أعلم.

قال الهيثم بن عَدِي: كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين قال لرجل سَخَّنَ دجاجة ثم رُدَّت فسُخّنت: دجاج هذا الرجل كآل فرعون {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} فضربته مِئَة لهذا القول ووهبته مِئَة دينار. ⦗١٩٧⦘

أبو داود السِّنجي، حَدَّثَنَا الأصمعي، عن أشعب قال: دخلت على سالم فقال: حُمِلَ إلينا هريسة وأنا صائم فاقعد فكُلْ قصعة قال: فأمعنت فقال: ارفق فما بقي يحمل معك فرجعت فقالت المرأة: يا ميشوم بعث عبد الله بن عَمْرو بن عثمان يطلبك وقلت: إنك مريض قال: أحسنت فدخل الحمام وتمرَّخ بدهن وصفرة قال: وعصَّبت رأسي وأخذت قصبة أتوكأ عليها فأتيته فقال لي: يا أشعب قلت: نعم جُعلت فداءك ما قمت منذ شهرين قال: وسالم عنده، وَلا أشعر فقال: ويحك يا أشعب وغضب وخرج.

فقال: ابن عثمان: ما غضب خالي سالم إلا من شيء فاعترفت وقلت: غضب من أني أكلت عنده هريسة فضحك هو وجلساؤه ووهب لي فخرجت فإذا سالم فقال: يا أشعب ألم تأكل عندي الهريسة؟ فقلت: بلى جُعلت فداءك فقال: والله لقد شككتني.

قال: وحدثني الأصمعي قال: مر أشعب فعبث به الصبيان فقال: ويحكم سالم يقسم تمرًا فمروا يعدون فعدا أشعب معهم وقال: ما يدريني لعله حق.

وعن أبي عاصم النبيل قال: مر أشعب بمن يعمل قُفَّة فقال: أوسع قال: ولم يا أشعب؟ قال: لعل يُهدى إليَّ فيها.

ورويت بإسناد آخر عن الهيثم بن عَدِي وقال: طبقًا.

إبراهيم بن راشد قال: قال أبو عاصم: قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: لم تزف عروس بالمدينة إلا قلت: يجيئون بها إليّ.

ورواها يحيى بن عبد الرحمن الأعشى، عَن أبي عاصم وزاد: فأكنُس بيتي.

ابن مخلد العطار، حَدَّثَنَا محمد بن أبي يعقوب الدينوري، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي حرب بسَلَمِيَّة، حَدَّثَنَا عَمْرو بن أبي عاصم، عَن أبيه قال: مررت يومًا فالتفتُّ فإذا أشعب ورائي فقلت: مالك؟ قال: رأيت قَلَنْسُوَتك قد مالت فقلت: لعلها تسقط فآخذها قال: فدفعتها إليه. ⦗١٩٨⦘

وقال ابن أَبِي يعقوب: حَدَّثَنَا محمد بن المقرىء، عَن أبيه قال أشعب: ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتسارَّان إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء.

وعن رجل، عمن حدثه قال: قال أشعب: جائتني جارتي بدينار أودعتنيه فجعلته تحت المصلَّى فجائت تطلبه قلت: ارفعي عنه فإنه قد وُلد فخذي ولده ودعيه وكنت وضعت معه درهمًا فأخذته ثم عادت بعد جمعة فلم تره فصاحت فقلت: مات في النِّفاس.

قيل: توفي أشعب في سنة ١٥٤ فإن صح أنه ولد في خلافة عثمان، وَلا أرى ذاك يصح فقد عُمّر مِئَة وعشرين سنة، انتهى.

والقصَّة التي تقدمت عن الواقدي من كلام عياض من الزيادة على الأصل.

ولفظ الأزدي بعد قوله: لا يُكتب حَدِيثه: روى عن عكرمة وروى عن أبان، عَن عَبد الله بن جعفر في التختم باليمين.

وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني، عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم بن مهرويه، حَدَّثَنَا العباس بن ميمون، سمعت الأصمعي يقول: سمعت أشعب يقول: سمعت الناس يموجون في أمر عثمان بن عفان.

قال الأصمعي: ثم أدرك المهدي.

قال: وأخبرنا أحمد , حدثنا محمد بن القاسم، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار، حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن الحسن، حدثني محمد بن عَمْرو بن عثمان قال: قال لي أشعب: أنا حيث حُصر جدك عثمان أسعى في الدار ألتقط السهام.

قال الزبير: وعاش إلى أن أدركه أبي. ⦗١٩٩⦘

ورُويت بمعناه من أوجه ثم قال: أخبرني رضوان بن أحمد الصيدلاني، حَدَّثَنَا يوسف بن إبراهيم، عن إبراهيم بن المهدي، عن عبيدة بن أشعب، عَن أبيه أنه ولد سنة تسع من الهجرة وأن أمَّه كانت تنقل كلام أزواج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعضهن إلى بعض فتُلقي بينهن الشر فدعا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها فماتت.

قلت: وهذا خبر لا يصح في تاريخ مولده.

وقد روى أبو الفرج أيضًا من طريق المطلب بن عبد الله الخزاعي قال: كان عندي أشعب وجماعة فسبَّقت بينهم على دينار فسبقهم أشعب وقال: أنا ابن أم الجلندح التي كانت تُحَرِّشُ بين أزواج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت له: ويحك أَوَيَفخر أحد بهذا؟ قال: لو لم تكن موثوقًا بها عندهن ما قَبِلْنَ منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>