للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٨٠ - عمرو بن بَحر الجاحظ، صاحب التصانيف، روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل (١).

قال ثعلب: ليس بثقة، ولا مأمون. قلت: وكان من أئمة البِدَع، انتهى.

قال الجاحظ في كتاب "البيان": لما قرأ المأمون كتبي في الإِمامة، فوجدها على ما أخبروا به -وصرت إليه، وقد كان أَمَر اليزيديَّ بالنظر فيها ليخبره عنها- قال لي: قد كان بعض من يُرتَضَى عقلُه، ويُصدَّق خبرُه خَبَّرنا عن هذه الكتب بإحكام الصَّنعة، وكثرةِ الفائدة، فقلنا: قد تُربِي الصِّفة على العِيان، فلما رأيتُها، رأيت العِيانَ قد أربى على الصفة، فلما فَلَيتها أربى الفَلْيُ على العِيان.

وهذا كتاب لا يحتاج إلى حضور صاحبه، ولا يفتقر إلى المحتجّين، وقد جمع استقصاءَ المعاني، واستيفاء جميع الحقوق، مع اللفظ الجَزْل، والمخرج السَّهل، فهو سُوقي مُلوكي، وعامي خاصّي.

قلت: وهذه والله صفةُ كتب الجاحظ كلِّها، فسبحان مَنْ أضلَّه على علم.

قال المسعودي: وفي سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين (٢)، مات الجاحظ بالبصرة، ولا يعلَم أحدٌ من الرواة وأهل العلم أكثر كتبًا منه.

وحكى يموت بن المزرَّع، عن الجاحظ -وكان خالَهُ (٣) - أنه دخل إليه ناسٌ وهو عليل، فسألوه عن حاله فقال:


= اللغة ١: ٣٠، فهرست النديم ٢٠٨، تاريخ بغداد ١٢: ٢١٢، ضعفاء ابن الجوزي ٢٢٣:٢، معجم الأدباء ٥: ٢١٠١، وفيات الأعيان ٣: ٤٧٠، المغني ٢: ٤٨١، السير ٥٢٦:١١، البداية والنهاية ١١: ١٩، الكشف الحثيث ٢٠٠، بغية الوعاة ٢: ٢٢٨، شذرات الذهب ٢: ١٢١.
(١) وهو حديث واحد، كما قال الذهبي في "السِّير" ١١: ٥٣٠.
(٢) يعني ومئتين.
(٣) في "تاريخ بغداد" و "معجم الأدباء": قال يموت: كان الجاحظ خالَ أُمِّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>