للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منهما في الآخَر، بل هما عندي مقبولان، لا أعلم لهما ذنبًا أكبر من روايتهما الموضوعاتِ ساكِتَيْنِ عنها.

قرأت بخط يوسف بن أحمد الشِّيرازي الحافظ، رأيت بخط ابن طاهر المقدسي يقول: أسخن اللَّهُ عينَ أبي نُعيم، يتكلم في أبي عبد الله بن مَنْدَهْ، وقد أجمع الناس على إمامته! ويَسْكت عن لاحِقٍ، وقد أجمع الناس على كَذِبِهِ!

قلت: كلامُ الأقران بعضِهم في بعض لا يُعْبَأُ به، ولا سيّما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، لا يَنْجُو منه إلَّا من عَصَم اللّه، وما علمتُ أن عصرًا من الأعصار سَلِم أهلُه من ذلك، سوى النبيّيْن والصِّدَيقين، ولو شئتُ لسَرَدْتُ من ذلك كراريسَ. اللهم فلا تَجْعَلْ في قلوبنا غِلًا للَّذين آمنوا، رَبَّنا إنك رؤوفٌ رحيم.

٥٩١ - أحمد بن عبد اللّه بن فُلان الأنصاري، عن الفضل بن عبد اللّه، اتَّهمه الدارقطنيُّ بالوضع، انتهى.

قال الدارقطني: حدثني أبو الحسن محمد بن عبد اللّه المُزَني الهَرَوي، حدثنا أبو النَّصْر أحمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثنا الفضل بن عبد اللّه بن مسعود اليَشْكُرِي، حدثنا مالك بن سليمان الهَرَوي، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رفعه في قوله: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾: أهلُ السنَّة والجماعة ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾: أهلُ الأهواء والبدع (١).

قال: هذا موضوع، والحملُ فيه على أبي نصر الأنصاري، والفضلُ ضعيف.


٥٩١ - الميزان ١: ١١٢، الكشف الحثيث ٤٨، تنزيه الشريعة ١: ٢٩.
(١) سياق الآية في القرآن الكريم هو بتقديم الذين اسودَّت وجوههم.

<<  <  ج: ص:  >  >>