(١) وهم الحافظ الذهبي هنا، ومن بعده الحافظ ابن حجر في نسبة الطعن في المترجم إلى القاضي عياض ﵏، في حين أن الذي طعن فيه هو أبو مروان ابن حيَّان، والقاضي عياض ناقل لذلك الطعن. ذكر ذلك الشيخ إبراهيم بن الصديق الغماري في مقالته "نماذج من أوهام النقّاد المشارقة في الرواة "المغاربة" المنشورة في مجلة دار الحديث الحسنية العدد ٤ سنة ١٩٨٤ م، والتي طبعت بمصر في دار المصطفى سنة ١٤١٦. وقال: وقد يكون هذا تحاملًا من ابن حيان لا يُعرف سببه، أو هو ناتج عن ثشدّد الأندلسيين ومعاداتهم لكل من يخالف مألوف بلدهم، وإلَّا فلو كان الرجل يتصف بأقل من هذا الذي ذكره ابن حيَّان لاكتشفه الحافظ ابن مفرِّج الذي رافقه في مراحل تأليف كتابه، ورواه عنه وقرأه عليه مرحلة مرحلة، وذلك يستدعي مخالطة وملازمة، وابن مفرج أحدُ نقاد هذا الشأن البصراء النابهين المتشدّدين، وقد اكتشف أمر أناسٍ كادَ غيره يغتر بهم لولا دقته في النقد، كما بيّنت ذلك في بحثي عن "الجرح والتعديل في المدرسة المغربية للحديث"، فلو رأى منه شيئًا مما رماه به ابن حيان لكان أولَ من طعن عليه كما فعل مع غيره، وقد وجدنا منه خلاف ذلك، فقد أثنى عليه وعلى ابتكاره، وافتخر بمرافقته في تأليف الكتاب، ورواه عنه. =