قال أبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي: دخلت عليه وهو يُقرأ عليه جزءٌ من "حديث" ابن رِزْقُويه، فقلت: متى وُلدتَ؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، فقلت: وابن رِزْقُويه توفي في هذه السنة، وأخذتُ الجزء من يده وقد سمَّعوا فيه، فضربتُ على الطَّبَقَة، فقام وخَرَج من ذلك المجلس.
وقال ابن الأنماطي: كان مخلِّطًا، وأبو علي الكِرْمَانيُّ هو الذي أفسده. وقال أبو نصر اليُوْنَارْتِي نحوَ ذلك.
وقال شُجاع الذُّهْلي: كان الطُّرَيثيثي ضعيفًا مُجْمَعًا على ضعفه، وله سماعاتٌ صحيحة خَلَط بها غيرَها. وقال ابن النجَّار: أجمعوا على ترك الاحتجاج به.
قلت: ما كان من حديث يَرْويه السِّلفي عنه، فإنا نعلم في الجملة أنه من صحيح سماعاته.
مات سنة سبع وتسعين وأربع مئة. روى عنه ابن طاهر المقدسي، وهبةُ اللَّه الشِّيرازي، وعبد الغافر الألمعي، وأبو القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، وخَلْقٌ آخِرُهم خطيب الموصل.
٦٥٥ - ز - أحمد بن علي بن علي بن عبد اللَّه بن سَلامة، أبو المَعَالي بن السَّمِين، سَمَّع نفسه من ابن البَطِر والطبقة، وكَتَب بخطه كثيرًا، وكانت فيه غَفْلة.
قال ابن ناصر: أفسد سماعاته بأخَرَة، وكان أحمد بن إقبال [٤٦٦١] يشتري الأجزاءَ غير مسموعة، ويكتب اسمَ جماعة وهو مِنْهم على ورقة، ويُعطيها