٧٦٠٦ - محمود بن عمر الزَّمَخْشَرِي المفسِّر النحوي، صالحٌ، لكنه داعيةٌ إلى الاعتزال، أجارنا الله، فكن حَذِرًا من "كَشَّافه"، انتهى.
قال الإِمام أبو محمد بن أبي جَمْرة في "شرح البخاري" له، لما ذَكَر قومًا من العلماء يَغْلَطون في أمور كثيرة، قال:"ومنهم من يرى بمُطالعة كتاب الزمخشري، ويُؤْثره على غيره من السادة كابن عطية، ويسمي كتابه "الكَشَّاف" تعظيمًا له.
قال: والناظر في "الكَشَّاف" إن كان عارفًا بدسائسه، فلا يحلّ له أن ينظر فيه، لأنه لا يَأْمَن الغفلة، فتسبق إليه تلك الدسائسُ وهو لا يشعر، أو يحمل الجهالَ بنظره فيه على تعظيمه.
وأيضًا فهو يقدّم مرجوحًا على راجحٍ، فينبغي للعالم أن يأنف من أن يصير سَوَّاسًا للمعتزلي، وقد قال ﷺ: "لا تقولوا لمنافق: سيد، فإن ذلك يسخط الله".
وإن كان غير عارفٍ بدسائسه، فلا يحلّ له النظر فيه، لأن تلك الدسائس تَسْبِق إليه وهو لا يشعر، فيصير معتَزِليًا مركَّبًا" والله الموفق.
وقد كان الزمخشري في غاية المعرفة بفنون البلاغة وتصرُّف الكلام، وكتابُه "أساسُ البلاغة" من أحاسن الكتب، وقد أجاد فيه، وبَيَّن الحقيقة من المجاز في الألفاظ المستعمَلة، إفرادًا وتركيبًا.
وكتابُه "الفائق في غريب الحديث" من أنفس الكتب، لجمعه المتفرِّق في
٧٦٠٦ - الميزان ٤: ٧٨، الأنساب ٦: ٣١٥، المنتظم ١٠: ١١٢، معجم الأدباء ٦: ٢٦٨٧، إنباه الرواة ٣: ٢٦٥، وفيات الأعيان ٥: ١٦٨، المغني ٢: ٦٤٧، السير ٢٠: ١٥١، العبر ٤: ١٠٦، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٩٠، البداية والنهاية ١٢: ٢١٩، الجواهر المضية ٣: ٤٤٧، شذرات الذهب ٤: ١١٨.