٣٨٧ - أحمد بن أحمد بن أحمد بن البَنْدَنِيجِي المحدِّث، رَوَى عن ابن الزَّاغوني. كذّبه ابن الأخضر، وقَبِلَهُ غيره، انتهى.
قال ابن النجَّار: سَمع في صِباه، ثم طَلَب بنفسه، وسَمع الكثير، وبالغ في الطلب، وحَصّل الأصول الحِسان، وعُنِي بفهمِ الحديث وتحقيقِ ألفاظِه، وضَبْطِ أسماءِ الرجال والأدبِ والقِراءاتِ، وشَهِدَ عند الحكام، إلى أن وُجد خطُّه على سِجِلّ باطل، فأُسْقِط ثم استتيب وأُعِيد، ولم يزل على عدالته إلى أَن مات.
حدّث عن ابن الزاغوني، وابنِ المادِح، وجماعةٍ من أصحاب طِرَاد وابن البَطِر فمن بعدَهم، وسمعنا معه وبقراءاته، وكانت قراءتُه صحيحة منقحة مُطْرِبة، وكنتُ أراه كثيرَ التحريّ في الرواية، إلَّا أن أصولَه كانت مُظْلِمة، وكانت أحوالُه تدل على تهاوُنه بالأمور الدينية.
وسمعت شيخنا ابنَ الأخضر يصرِّح بتكذيبه وبتكذيبِ أخيه تميم، وقَصّ قصّته في ذلك. وسمعتُ من عبد الرزاق بن عبد القادر نحوًا من ذلك.
وسمعتُ الشيخ أبا البقاء العُكْبَرِي يَذكر أن أحمد هذا: اختلق اسمَ أبيه وجدّه، وأنَّ ابنَ الجوزي وجماعةً من المشايخ، كتبوا خُطوطَهم بتكذيب مَنْ فَعَل ذلك، حتى إنَّ واحدًا مضى إلى والده أبي بكر بن أبي السعادات فقال: هل تعرف أحمدَ بْنَ أحمد بن البَنْدَنِيجي؟ فقال: لا، فقال: هو أنتَ، فأنكره، فقيل له: إن ولدك زَعَم ذلك، فأنكر على ولده.
سُئل أحمد عن مولده فقال: في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. وتوفي في رمضان سنة خمس عشرة وست مئة.
٣٨٧ - الميزان ١: ٨١، تكملة المنذري ٢: ٤٤٢، السير ٢٢: ٦٤، العبر ٥: ٥٤، المغني ١:٣٣، مختصر تاريخ ابن الدبيثي ١: ١٧٣، الوافي بالوفيات ٦: ٢٢٤، ذيل ابن رجب ٢: ١٠٨، غاية النهاية ١: ٣٧، النجوم الزاهرة ٦: ٢٢٦.