للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٣٧٠ - ز- محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن محمد بن عيسى العباسي، أبو يَعْلى، ابنُ الهَبَّارِيَّة. ولد بأَرْزَنْجان، ونشأ ببغداد، وسمع من أبي جعفر بن المُسْلِمة، ومالك البانِياسي. روى عنه محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ، وأبو غالب الدامَغاني، وأبو بكر الأَرَّجَاني الشاعر. وروى عنه من شعره جماعة آخرون.

وتشاغل أبو يعلى بالأدب، ولازم العلماء، ومهر في النظم ومعرفة النسب، وصنف التصانيف منها: "نتائج الفطنة في نظم كِليلة ودِمْنة" و "الصادح والباغِم" عارض به كليلة ودمنة، و "فُلْك المعاني واللغائط".

ثم إنه لما رأى بَوَار الشعر، عَدَل إلى مسلك الهَزْل، فنظم على طريقة ابن حجاج، وبالغ في هجو أكابر الناس، حتى خافُوه واتقَوا لسانه، وأفرط حتى هجا أباه وأمه.

ثم عمل قصيدة هجا فيها الوزير وجميع أهل الدولة، فأَمَر بإهدار دمه فاختفى. ثم تسحَّب، فجال في العراق، حتى دخل أصبهان، فلقي فيها قَبولًا واشتهر.

ثم عاد إلى طريقته الأولى، فهجا نظام المُلْك، فأهدر دمه، حتى شَفَع فيه محمدُ بن ثابت الخُجَنْدي، فقبل شفاعته، فأحضره فاستأذن في الإِنشاد، فأذن له، فقال:

بعزّة أمرك دارَ الفَلَكْ … حَنَانَيْكَ فالخلقُ والأمرُ لَكْ

فصاح النِّظام: كذبتَ، ذاك الله، فخاف أبو يعلى، فتحوَّل إلى كرمان، إلى أن مات بها في صفر سنة سبع وخمس مئة (١) وله خمس وتسعون سنة.

ويقال: إن نظمه بلغ مئة مجلد بالأراجيز، وذكر الشهرياني (٢) أنه كتب نظمه في عشرين مجلدة.


(١) في "العبر" وغيره: سنة ٥٠٩.
(٢) الكلمة مهملة من النقط في ص. وفي أ ك ط (الشهرياني)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>