جزء من الحق الذي لهم علينا والوفاء، فهم الأصل الأصيل، والنور الدليل، والفهم المستقيم، والعلْم القويم، وما تركوا في آثارهم من بقايا فجوات طفيفة، لا يقتضي منا تخطيهم والإعراض عن آثارهم النفيسة"، كما صرّح به في مقدمة أول كتاب أخرجه، وهو كتاب "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" للإمام اللكنوي، فهذا منهجه من أول أمره.
مع العلم أن تحقيق النصوص كثيرًا ما يكون أشقَّ من التأليف المستأنف الجديد، كما ذكر في نفس المقدمة المذكورة.
ويتضح ذلك في أن له واحدًا وخمسين كتابًا محقَّقًا مقابل ثلاثة عشر كتابًا مؤلَّفًا.
فلم يكن يرى التأليف استقلالًا، إلَّا لأمر مستجَد لم يجد فيه للسابقين تصنيفًا، وإلَّا فإنه يتجه إليه ويخرجه بدلًا من إخراجه كتابًا من تلقاء نفسه.
١٠ - إفراده التعليقات الطويلة في آخر الكتاب (تتمات): وذلك حتى لا تأخذ من ذهن القارئ وتخرجه عن النص والموضوع، كما في "الموقظة" و "تحفة الأخيار" و "ظفر الأماني" و "الإحكام" و "رسالة المسترشدين" و "الإمام ابن ماجه وكتابه السنن".
وهذا من ذوقه الرفيع وأدبه العالي وعقله الرزين.
وأما كتبه التي عمادها الحديث الشريف وعلومه، أو فَهْرَسَتُه، فهي:
١ - كتاب السنن الصغرى للإمام النسائي، وهو أحد الكتب الستة المعتمدة لدى العلماء المحدثين وغيرهم في الرجوع إليها والاعتماد عليها، وقد قام الوالد ﵀ بفهرسة هذا الكتاب الجليل والمرجع الحفيل، فدرس الكتاب في أجزائه الثمانية، ووضع له فهرسًا عامًا شاملًا كاملًا أدخل هذا الكتاب في "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي" الذي صنعه