للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلتُ: هذه أقسام الصادقين، أما من يتعمد الكذب، فلم يتعرض له ابن مهدي في هذا التقسيم.

وقال ابن المبارك: يُكتَبُ الحديث إلَّا عن أربعة: غَلّاطٍ لا يَرجِع، وكذَّابٍ، وصاحبِ هوىً يدعو إلى بدعتِه، ورجلٍ لا يَحفظ فيُحدِّثُ من حفظه (١).

وقال الإِمام أحمد: ثلاثةُ كُتُبٍ ليس لها أُصُول (٢) وهي: المغازي، والتفسير، والمَلَاحم (٣).

قلت: ينبغي أن يضاف إليها: الفضائل، فهذه أودِيَةُ الأحاديث الضعيفة والموضوعة، إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مُقاتِلٍ والكلبيّ، وفي المَلَاحم على الإِسرائيليات.

وأما الفضائل، فلا يُحصَى كم وَضَع الرافضةُ في فضل أهل البيت، وعارَضَهم جَهَلةُ أهل السنَّة بفضائل معاوية، بل وبفضائلِ الشيخين، وقد أغناهما اللّه، وأعلى مرتبتهما عنها.

[٣ - فصل]

وقال ابن قُتَيبة في "اختلاف الحديث" (٤): الحديثُ يدخله الشَّوْبُ والفسادُ من وجوه ثلاثة، منها: الزنادقةُ واجتيالُهم للإِسلام وتهجينُه بدَسِّ الأحاديث المستبشعَة والمستحيلة، والقُصَّاصُ: فإنهم يُميلون وجوهَ العوام إليهم (٥)،


(١) "الكفاية" ١٤٣.
(٢) أي أسانيد.
(٣) "الكامل" لابن عدي ١: ١١٩.
(٤) ص ١٨٨ - ١٩٢.
(٥) في ص: "العوام السوء" بدل "إليهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>