للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٥٨ - ز - ليث بن المُظَفَّر اللُّغوي (١)، ذكره أبو منصور الأزهري في مقدمة "تهذيب اللغة" في ذكر أقوام تَسَمَّوا بمعرفة اللغة، وألَّفوا كتبًا أَوْدَعُوها الصحيحَ والسقيم، وحشوها بالمفسَد، والمصحَّف الذي لا يتميَّز ما يُقبل منه مما يُردّ.

فبدأ بالليث هذا، وقال: إنه نحل الخليلَ تأليف كتاب "العَين". ثم ذكر عن إسحاق بن راهويه قال: كان الليث بن المظفر رجلًا صالحًا، ومات الخليلُ قبل أن يَفْرُغ كِتابُ الليث، فأحبَّ الليثُ أن ينفِّق الكتابَ كلَّه باسمه، فسمى لِسانَهُ الخليلَ، فإذا رأيتَ في الكتاب: سألت الخليلَ، أو أخبرني الخليلُ، فهو الخليلُ بن أحمد نفسُه. وإذا رأيت فيه: قال الخليل، فإنما يعني بذلك الليثُ لِسانَ نَفْسِه.

قال: وإنما وقع الخَلَل من قِبَل خليلِ الليث. ثم نَقَل عن ثعلب: أنه سئل عن كتاب "العين" فقال: كثير الغُدَد. أراد: أن فيه حروفًا كثيرة أزيلت عن صُوَرها ومعانيها بالتصحيف والتغيير، فهي تضر صاحبها كما تضر الغُدَد.

قال أبو منصور: وقد عُنِيت بكتاب "العين" وحرَّرْتُ ما فيه من الفساد، فمتى رأيتَ في كتابي حرفًا منه قد قلتُ: إني لم أجده لغيره، فاعلم أنه مُرِيب، وكن منه على حَذَرٍ حتى تجده عن ثقةٍ (٢).

* * * *


٦٢٥٨ - تهذيب اللغة ١:٢٨، فهرست النديم ٤٨ و ٤٩، معجم الأدباء ٥: ٢٢٥٣، إنباه الرواة ٣: ٤٢، بغية الوعاة ٢: ٢٧٠.
(١) في "الفهرست": الليث بن المظفر بن نصر بن سيَّار.
(٢) جاء هنا في نسخة الأصل ما يلي: آخر المجلد الثاني، يثلوه في أول الثالث إن شاء اللّه حرف الميم. وكان الفراغ من تعليقه يوم الخميس رابع عشر شهر رجب الفرد سنة سبع وأربعين وثمان مئة، وللّه الحمد. وذلك بالمدرسة المنكدمرية، على يد الفقير عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل القَلْقَشَندي الأثري، أعانه الله على إكماله، آمين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>