للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢ - عدم تحريره لبابي الكنى والمبهمات: وذلك في القسم الثاني من الكتاب (١)، فقد وقع له في كلا البابين أخطاء وأوهام وتحريفات كثيرة، حتى إنه يسبق إلى النفس أن الحافظ كتبهما مسوَّدةً على عجالة ولم يبيِّضهما، أو كتبهما من حفظه ولم يراجعهما فيحررهما.

وقد ذكر العلامة القسطلَّاني في مقدمة شرحه "إرشاد الساري" (٢): أن الحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى كان كثيرًا ما يقول عن "فتح الباري": "أودُّ لو تتبعت الحوالات التي تقع لي فيه، فإن لم يكن المحال به مذكورًا أو ذُكر في مكان آخر غير المحال عليه، ليقع إصلاحه"، ثم قال القسطلَّاني: "فما فعل ذلك، فاعلمه، وكذا ربما يقع له ترجيح أحد الأوجه في الإعراب أو غيره من الاحتمالات أو الأقوال في موضع، ثم يرجّح في موضع آخر غيرَه، إلى غير ذلك مما لا طعن عليه بسببه، بل هذا أمر لا ينفك عنه كثير من الأئمة المعتمَدين". ا هـ.

فلعل ما وقع منه في "اللسان" يشبه ما كان منه في "فتح الباري"، والعلم عند الله، وقد حرّرتُ وصححتُ ما اهتديت إليه وتركت الباقي غُفْلًا، كما ذكرت في موضعه.

[المبحث التاسع: ثناء الأئمة على "اللسان"]

تبوَّأَ كتابُ "لسان الميزان" مكانة سامية من بين كتب تراجم الضعفاء، بل صار عمدة في معرفة المجروحين ممن ليس في "تهذيب الكمال" مع ما تميَّز به من النقد والتحقيق والتصويب شأنَ سائر مصنفات الحافظ ابن حجر رحمه اللّه تعالى، فلا غرو أن ينال إعجابَ الأئمة العلماء منذ ظهوره.


(١) تقدم بيان أقسام الكتاب في المبحث الأول ص ٨٤ - ٨٦.
(٢) ٤٢:١.

<<  <  ج: ص:  >  >>