للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧١٢ - أحمد بن قسي الأندلسي.]

مصنف كتاب خلع النعلين فلسفي التصوف مبتدع أراد الثورة فظفر به عبد المؤمن وسجنه انتهى.

أحمد بن قسي هو أبو القاسم أحمد بن الحسين بن قسي - بفتح القاف وتخفيف السين.

قرأت بخط بعض أئمة المغرب: كان في بدء أمره على سنن الجمهور ثم نزع عن ذلك وأقبل على التصوف واقتفاء سبيلهم في تحريف النصوص وتأويل الظاهر.

ثم رحل إلى ابن العريف بالمرية وأقام عنده وكثر أتباعه فنمي الأمر إلى علي بن يوسف بن تاشفين فأرسل إلى ابن العريف وإلى نظيره رأيا ولسنا: أبي الحكم بن برجان من إشبيلية فأسكنهما معًا مراكش.

وعاد ابن قسي إلى شلب وابتنى مسجدا ببعض قراها وتحدى بالأباطيل: من عنز يوجد طعم العسل من لبنها ودنانير من بطون الثمار يستخرجها وتبعه كثير من الأعيان.

وكاتب أهل مربله يدعوهم إلى خلع الملثمين وغلب على شلب ولبلة ومربله ثم قبض عليه أحد قواده وأتباعه محمد بن وزير فهرب منه إلى عبد المؤمن بفاس ثم سافر في عسكرهم سنة أربعين وخمس مئة إلى شلب فحاربوا ابن وزير إلى أن أذعن بالطاعة. ⦗٥٨٠⦘

وأقام ابن قسي بشلب ثم خالف بها واستظهر بأمير من بقايا الملثمين فعمل عليه ابن وزير الحيلة حتى قلبه عليه ثم استظهر ابن قسي بجماعة من الفرنج ليقاتل بهم أهل الإسلام فاطلع على ذلك بعض أتباعه فأشعر به جماعة منهم فأنفوا من ذلك واتفقوا على قتله فقتل وذلك بعد الأربعين.

قرأت بخط العلامة أثير الدين أبي حيان قال: قال أبو العباس العزفي: أنشدني بعض أشياخي أنشدنا ابن قسي لنفسه.

اردد على قوس الهدى أوتاره ... وارم العدا بسهامه العقاره.

وابلغ مناك بشلب مفتتح البلا ... د المجتباة وأمها المختاره.

ويكون ذاك إذا تغلبت العدا ... وتملأت قنن الجبال نصاره.

قال: فكلمه بعض من حضر في قوله: نصاره فقال: هكذا أنشدني الملك.

وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وحكى بعض ما أوردناه، عَن عَبد الواحد المراكشي وذكر أنه لما أحضر إلى عبد المؤمن قال له: بلغني أنك دعيت إلى الهداية؟ فقال: أليس الفجر فجرين صادق وكاذب؟ قال: بلى قال: فأنا كنت الفجر الكاذب.

ذكره فيمن مات بين الخمسين والستين وخمس مِئَة.

وقال أبو العباس القسطلاني: سمعت الشيخ أبا محمد بن المغاور يقول: سمعت الشيخ أبا الحسن السقاء يقول: كان في قلبي على الشيخ أبي القاسم بن قسي إنكار فبت ليلة من الليالي فرأيته في المنام وأنا أرفع يدي عليه لأضربه فقال لي: دعني فقد غفر لي بثلاث، فقلت: ما هي؟ قال: قمت في الله وقتلت ظلما وصنفت كتاب خلع النعلين. ⦗٥٨١⦘

قلت: وفي صحة هذا نظر فإن خلع النعلين كتاب مشهور قد شرحه ابن عربي على طريقته والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>